عملُ المرأةِ في
ضوءِ الإسلام
كثُر في الآونةِ
الأخيرةِ الكلامُ في الصُّحُفِ والمجَلاَّتِ في بلادِنا عن عملِ المرأةِ وأنَّها
مُعطَّلةٌ عن العملِ وهي نصفُ المجتمعِ إلى آخِر ما يقولون ويُغالِطون به الحقائقَ
ونقول لهؤلاء: لا َشكَّ أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى خلَقَ الرجالَ وخلقَ
النساءَ وجعلَ لكلٍّ من الصِّنفين عملاً يليقُ به وينسجُه مع خِلقتِه ومقدرتِه.
وأنَّ أيَّ محاولةٍ
لتغييرِ ذلك النظامِ وجَعْلِ الرجلَ يقومُ بعملِ المرأةِ والمرأةُ تقومُ بعملِ
الرجلِ فإنَّها محاولةٌ تتعارضُ مع الفطرةِ والدِّينِ والعقلِ وهو يُعطِّلُ
المجتمعَ كلَّه. وتتعارضُ مع الشرعِ الذي شَرَعه اللهُ لعبادِه على وِفْقِ تلك
الفطرةِ فاللهُ جل وعلا ﴿أَعۡطَىٰ
كُلَّ شَيۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ﴾ [طه: 50] وبالتالي
فإنَّ هذه المحاولةَ ستفشلُ وتنتهي إلى عواقبَ وخيمةٍ ونهايةٍ أليمة. فالمرأةُ لا
تستطيعُ القيامُ بعملِ الرجلِ مهْما تخَلَّتْ عن آدابِها وجِبِلَّتِها.
وزوجةُ عمرانَ لمَّا
نذرَتْ ما في بطنِها من الولدِ ليخدِمَ بيتَ المقدِسِ ثم ظهَر المولودُ أنثى ﴿قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي
وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ
كَٱلۡأُنثَىٰۖ﴾ [آل عمران: 36] أي: أنَّ الأُنثى لا تستطيعُ القيامُ بعملِ الرجل.
وفي قصةِ موسى عليه السلام قال اللهُ تعالى: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدۡيَنَ وَجَدَ عَلَيۡهِ أُمَّةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسۡقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمۡرَأَتَيۡنِ تَذُودَانِۖ قَالَ مَا خَطۡبُكُمَاۖ قَالَتَا لَا نَسۡقِي حَتَّىٰ يُصۡدِرَ ٱلرِّعَآءُۖ وَأَبُونَا شَيۡخٞ كَبِيرٞ ٢٣ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ﴾ [القصص: 23، 24]
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد