الاحتجاجُ بالكثرَةِ
حُجَّةٌ داحِضةٌ
الحمد لله، وبعد:
فقد قرأتُ في جريدةِ
الوطَنِ الصَّحيفة (22) العدد (699) وتاريخ: 17/ 4/ 1426هـ مقالاً للأستاذِ:
حُمودُ أبو طالبٍ جاءَ في آخرِه تعقيبٌ على ردِّي على عضوِ مجلسِ الشُّورى «آلِ
زلفةَ» على ما ذكَرَه منْ شُبُهاتٍ تُبَرِّرُ عندَه قِيادةُ المرأةِ للسيَّارةِ،
اتَّهَمني أبو طالبٍ في تَعقيبِه هذا بأنني أتَّهِمُ المُؤَيِّدِينَ منْ أعضاءِ
المَجلسِ لرَأْي آلِ زُلفةَ بأنَّهم قومٌ ضالُّون مُضِلُّون. وأعوذُ باللِه أنْ
أكونَ منْ الجاهلين، فهذا لمْ يَصدُرْ منِّي، ولكنْ أقولُ بأنَّهم يُخْطِئون.
وإنَّما مَقْصودِي الرَّدُّ على شُبهَةِ الاحتجاجِ بالكثرَةِ بأنَّها حُجَّةٌ
داحضةٌ بدليلِ الآيةِ لا أنني أتَّهِمُ هؤلاءِ الإِخوةَ بالضَّلالِ.
ثمَّ قَولُ أبي
طالبٍ: إنَّ هذَا اتِّهَامٌ لجهودِ الدَّولةِ بأنَّها تختارُ المُضلّينَ الَّذين
يُريدونَ هَدْمَ المُجتمعِ.
وأقولُ له: وهلِ الدَّولةُ لا
تختارُ إلاَّ المَعْصومينَ منَ الخَطَأِ، هذا من ناحية، ومنَ النَّاحيةِ
الثَّانيةِ: هذه الأكثريَّة التي ادَّعاها آلُ زلفةَ ما الذي يُثْبِتُها، هل
صوَّتَ على المسألةِ حتى تعرِفَ أكثَريَّةَ الأصْواتِ منْ أقَليَّتِها.
وقَوْلُ أبي طالب: بأنَّني أّتَّهِمُ
المُجتمعاتِ الَّتي تقودُ نساؤُها السيَّاراتِ بأنَّ نِساءَها ضائِعاتٌ وأنَّ
رِجالَها بلا دِين ولا خُلُق ولا شِيمة.
وأقولُ له: هذا تَصَوُّرُك
الخاصُّ لمقالِي وإلا فأنا أقولُ: إنَّ هذهِ المُجتمعاتِ حينَما سمَحتْ
لِنِسَائِها بِقيادةِ السيَّارةِ قد عَرَّضَتْها لِلْمَخاطِرِ الخُلُقيَّةِ
والجِسْمِيَّةِ والوَسائلُ لها حُكْمُ الغَاياتِ.
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد