×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

تعقيبٌ على ما كتبَه الشيخ العباسي

قرأتُ ما كتَبه الأخُ الشيخ: محمدٌ عيدٌ العباسي في جريدة الوطن يوم الأحد 26/7/1427هـ تعقيبًا على ردِّي عليه في موضوعِ حجابِ المرأةِ المسلمةِ وذلك بعنوان: «الحُكمُ بالصوابِ يُقرِّره من هو خارج حلبة المناقشة وليس أحدنا»، وأقول:

1- لسْنا في حلبةِ مصارعةٍ أو مُلاكمة، ولكننا في مناقشةٍ علميةٍ يكونُ الصوابُ فيها لمَن معه الدليلُ من الكِتاب والسنة.

2- ليستِ المناقشةُ في هذا الموضوع بَيني وبينَك فقط، ولكنَّها بينَ أقوالٍ مختلفةٍ لمَنْ سبقونا يحكمُها الدليل، وليستْ مسابقةً علميةً يحكُمُها حَكَمٌ ثالثٌ من الناس، يُعيِّنُ من تكونُ له الجائزة.

ثم قال العباسُ معَقِّبًا على قولي: إنَّ العقلَ ليس له دَخلٌ في الأحكامِ الشرعية قال: أقولُ: نعم له دخلٌ كبير، ومثَّل لذلك باستنباطِ الأحكامِ من الأدلةِ التفصيلية فقال: وهل تُفهَم النصوص، أي الأدلةُ الشرعيةُ إلاَّ بالعقل».

وأقولُ له: فَهْمُ الأحكامِ من النصوصِ يُسمَّى استدلالاً بالنصوصِ والأدلةِ لا استدلالاً بالعقل، وإنَّما العقلُ وسيلةٌ لفَهمِ النصوص، وليس دليلاً مستقلاً إلاَّ عندَ الفرقِ الضالة، وأمَّا استدلالُ العباسي بحديثِ الفضلِ بنِ العباس في قصةِ المرأةِ التي جاءت تسألُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وجعلَ الفضلُ ينظرُ إليها وهي تنظرُ إليه فصرَفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وجهَ الفضلِ عنها بأنَّ ذلك يدُلُّ عندَه على كشْفِ المرأةِ لوجهِها، وأقولُ له: أينَ في الحديثِ المذكورِ ما يدُلُّ على ما تقول فليس فيه أنَّ تلكَ المرأةَ كانت كاشفةً لوجهِها حتى يتم لك هذا الاستدلال، والنظر إلى المرأةِ يكونُ إلى 


الشرح