الفِتَن والمخرج
منها
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رَسُولِ الله نبيِّنَا محمد، وعلى آله وصَحْبِهِ ومَن والاهُ، أمّا
بعدُ:
فالمُرَادُ
بالفِتنةِ: الابتلاء والاختبار، والمخرج منها هو السبب الذي يُخلِّصُ اللهُ بهِ
العِباد من شَرِّها، ووقوع الفِتَن لابُدَّ مِنه قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن
يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢
وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ
ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 2- 3].
وفي وقوعِ الفِتَنِ
حِكَمٌ عظِيمةٌ؛ فالمُؤمِنُ مَن يزدَادُ إِيمانًا وثباتًا، والمُنافِقُ ينكشِفُ
أمْرُهُ ونِفاقُهُ، ويَتبيَّنُ كَذِبُهُ، فيتوبونَ إلى رَبِّهم، ويُصحَّحُوا
أوْضَاعَهم، كما قال تعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي
ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41]، وإنَّ
ما نَعيشُه الآنَ مِن تسلُّط الأعداءِ وتسميم أفكارِ بعضِ شَبابِنا ضِدَّنا إنَّما
هو بَعضٌ مِنْ تلكَ الفِتَن التي أجراها اللهُ علينا بسببِ ذُنوبنا ومخالفاتِنا؛
فعلينا أن نُحاسبَ أنفسَنا، ونتوبَ إلى ربِّنا؛ ليخلِّصَنا مِنها، وعلينا أنْ
نعمَلَ الأسبابَ التي تُخرِجُنا مِنها.
أهمُّ هذه الأسباب:
أولاً: التَّوْبةُ إلى
اللهِ مِمَّا حصلَ مِنَّا أو مِن بعضِنا مِن المُخالفات لِدِينِنا وعقيدَتِنا،
فاللهُ تعالى يقول: ﴿وَٱتَّقُواْ
فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25]، وفي
وقعةِ أُحُد لمَّا حصلَتْ مخالفَةٌ مِن بعضِ الصَّحابةِ سلَّطَ اللهُ الكُفَّارَ
على المسلمين، وحصلَتِ النَّكْبَةُ على المُسلمين بسبب تلك المُخالَفَةِ، قال
تعالى:
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد