×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

﴿وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ [آل عمران: 152]، وهذه سُنَّةُ اللهِ في خلقهِ، فهل نحنُ خيْرٌ مِن صحابةِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فعلينا أن نُحاسِبَ أنفُسَنا، ونَتُوبَ إلى رَبِّنا؛ لِيكْشِفَ ما بِنا.

ثانيًا: علينا أن نتمَسَّكَ بكتابِ رَبِّنا وسُنَّةِ نبيِّنَا علمًا وعملاً واعتقادًا، قالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ». قِيل: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «كِتَابُ اللهِ...» الحديث([1]). وقال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ»([2]).

أخبرَ صلى الله عليه وسلم أن سيكونُ اختلافٌ، وأنَّهُ عندَ حدوثِه لابُدَّ مِن حسْمِه بالرُّجُوعِ إلى الكتابِ والسُّنَّةِ، ويُؤْخَذُ مِن الأقوالِ والآراءِ بما قامَ عليه الدَّلِيلُ كما قال الله تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59]، ولا يجوزُ البقاءُ على الاختلافِ كما ينادي به الآنَ كثيرٌ مِنَ المُنافِقينَ والذين فِي قلُوبِهم مَرَضٌ، فالله تعالى يقولُ: ﴿وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ [الأنفال: 46]، وكما أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ ما خالفَ سُنَّتَهُ وسُنَّةَ خلفائِهِ أنَّهُ بِدْعَةٌ، وكُلُّ بِدْعةٍ ضلالةٌ، لا كما يقولهُ أهلُ الضَّلال: إنّ هناك بِدعةٌ حسَنَةٌ،


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2906)، والدارمي رقم (3374).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).