وفي قولِه صلى الله عليه وسلم: «وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ» إرشادٌ إلى اتّباع منهج السّلف الصّالح كما قال
تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ﴾ [التوبة: 100]، لا
كما يُنادِي به الآن أهلُ الضَّلال مِن المُطالبة بِقَطْعِ الصِّلَة بمنهجِ
السَّلَفِ واتِّباع منهجِ الخَلَفِ، بل مَنْهجِ خَلَفِ الخَلَفِ مِن أهلِ الجهلِ
والأهواءِ مِنَ المعاصرينَ ومَن يُسَمُّونَهُم بالمُفَكِّرينَ والعَصرانِيٍّين،
والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ
تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا، كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي» ([1])، والإمامُ مالكٌ
رحمه الله يقولُ: «(لا يُصْلِحُ آخِرَ هذه الأُمَّةِ إلاَّ ما أصْلَحَ أوَّلَها»).
وهذا يستدعي منا العِنايةَ بالتعليمِ وتقويم مناهجِه على الكتاب والسُّنَّةِ،
واتباعِ منهجِ السَّلَفِ، وذلِكَ بدراسةِ القرآنِ وتفسيرهِ والحديثِ وعلومهِ
وشروحهِ والفقهِ وأصولهِ والنحوِ واللغةِ العربيةِ وفروعها.
وهذا - وللهِ الحمدُ
- مُتَمَثِّلٌ في مناهِجنا الدِّرَاسِيَّةِ التي رسَمَها لنا عُلَماؤُنا، وسارتْ
عليها دولتُنا مُنذ أسَّسَها الملكُ عبد العزيز رحمه الله، وخَرَّجَتْ أجيالاً مِن
العلماءِ قاموا بالمُهِمَّات في مجالِ القضاء والفتوى والتدريس والدعوة والإرشاد
وتَوَلِّي المَسئُولِيات المُهِمّة.
فعلينا أن نتمسَّكَ بهذه المناهجِ القَيِّمَة، ونُواصِلَ السَّيْرَ عليها؛ لَتُوَالِيَ عطاءَها وخيْرَها، ولا نلتفت لِمَن ينادِي بتغييرِها أو إضعافِها؛ لأنَّ هذا إضعافٌ أو إزالةٌ للأساسِ الذي قامت عليه الدولةُ، وهذا ما يريدُه المُغْرِضُون - كفانا الله شَرَّهم، ورَدَّ كيْدَهُم في نُحُورِهم-.
([1])أخرجه: الحاكم رقم (319)، والبيهقي رقم (4606).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد