تعقيبٌ على أبي
الخيلِ
اطَّلعْتُ على ما
كتبَه: يوسفُ أبو الخيلِ تعليقًا على ما دارَ بين المزينيِّ ومُخالفِيه في
موضوعِ المناهجِ الدِّراسيَّةِ الدِّينيَّةِ وبين قيبانِ الغامديِّ ومُخالفِيه في
الدَّولةِ المدنيَّةِ وذلك في جريدةِ الرياضِ العدد (13888) يوم الاثنين
7/6/1427هـ، وقد جاء فيما كتبَه المذكورُ أنَّ المسألةَ مسألةُ آراءٍ وأنَّ كلًّا
له رَأيُه وحرِّيَّتُه.
ونقولُ لأبي الخيلِ: نحنُ دولةٌ
إسلاميَّةٌ والمسألةُ ليستْ مسألةَ آراءٍ وإنَّما هي مسألةٌ دينيَّةٌ يُتَّبَعُ
فيها ما قامَ عليهِ الدَّليلُ من الكتابِ والسُّنَّةِ، قالَ اللهُ تعَالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي
شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59]
ودولتُنا - حفظَها اللهُ - قامَتْ على تحكيمِ الكتابِ والسُّنَّةِ في كلِّ خِلافٍ.
وأمَّا اتِّباعُ حُرِّيَّةِ الآراءِ فإنَّ معناهُ اتِّباعُ الأهواءِ، واللهُ
تَعالى يقول: ﴿وَلَوِ
ٱتَّبَعَ ٱلۡحَقُّ أَهۡوَآءَهُمۡ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن
فِيهِنَّۚ بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِذِكۡرِهِمۡ فَهُمۡ عَن ذِكۡرِهِم مُّعۡرِضُونَ﴾ [المؤمنون: 71].
وجاء في مقالِ
المذكورِ أيضًا قولُه: «ما دامَتِ الرَّابطَةُ الأمّ والعُروة الوثقى ملتزم
بها وأعني بها المواطنةَ».
وأقول له: العروةُ الوُثْقى فسَّرَها اللهُ بقولِه: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 256]. فهي الكفرُ بالطَّاغوتِ والإيمانُ باللهِ وكلُّ حكمٍ غيرُ حُكمِ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد