×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

تعقيبٌ على أبي الخيلِ

اطَّلعْتُ على ما كتبَه: يوسفُ أبو الخيلِ تعليقًا على ما دارَ بين المزينيِّ ومُخالفِيه في موضوعِ المناهجِ الدِّراسيَّةِ الدِّينيَّةِ وبين قيبانِ الغامديِّ ومُخالفِيه في الدَّولةِ المدنيَّةِ وذلك في جريدةِ الرياضِ العدد (13888) يوم الاثنين 7/6/1427هـ، وقد جاء فيما كتبَه المذكورُ أنَّ المسألةَ مسألةُ آراءٍ وأنَّ كلًّا له رَأيُه وحرِّيَّتُه.

ونقولُ لأبي الخيلِ: نحنُ دولةٌ إسلاميَّةٌ والمسألةُ ليستْ مسألةَ آراءٍ وإنَّما هي مسألةٌ دينيَّةٌ يُتَّبَعُ فيها ما قامَ عليهِ الدَّليلُ من الكتابِ والسُّنَّةِ، قالَ اللهُ تعَالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59] ودولتُنا - حفظَها اللهُ - قامَتْ على تحكيمِ الكتابِ والسُّنَّةِ في كلِّ خِلافٍ. وأمَّا اتِّباعُ حُرِّيَّةِ الآراءِ فإنَّ معناهُ اتِّباعُ الأهواءِ، واللهُ تَعالى يقول: ﴿وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلۡحَقُّ أَهۡوَآءَهُمۡ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِذِكۡرِهِمۡ فَهُمۡ عَن ذِكۡرِهِم مُّعۡرِضُونَ [المؤمنون: 71].

وجاء في مقالِ المذكورِ أيضًا قولُه: «ما دامَتِ الرَّابطَةُ الأمّ والعُروة الوثقى ملتزم بها وأعني بها المواطنةَ».

وأقول له: العروةُ الوُثْقى فسَّرَها اللهُ بقولِه: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 256]. فهي الكفرُ بالطَّاغوتِ والإيمانُ باللهِ وكلُّ حكمٍ غيرُ حُكمِ


الشرح