مَناهِجُنا تُعلِّمُ
الوَسطيَّةَ والاعتدالَ
تابعْتُ كغيري ما
نُشِرَ في جريدةِ الوطنِ في حلقاتِ مُتَتابَعةٍ ما قالَه الكفَّارُ في مناهجِنا
الدِّراسيَّةِ وأنَّها لن تَنَالَ رِضَاهم حتَّى ولو أُجرِيَ التَّعديلُ عليها
حتَّى تَفْرُغَ منْ مَضامِينِها كُلِّيًّا وتُصاغُ حسَبَ رَغبتِهم، وهذا مِصْداقُ
قولِه تَعالى: ﴿وَلَن
تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120] فهو
ليسَ بمُستغرَبٍ منهم، ولكنَّ المُستغرَبَ من بعضِ كُتَّابِنا - هداهمُ اللهُ - حيثُ
انخدَعوا بدعوَتِهم وصاروا يُنادونَ بإصْلاحِ المناهِجِ الدِّراسيَّةِ؛ لأنَّها
تُفْرِزُ الإرْهابَ في تَصُوُّرِهم والغلوَّ مُحْتجِّين بما حصَلَ منْ فِئةٍ
ضَالَّةٍ لم تَتَخرَّجْ على تلكَ المناهِجِ وإنَّما تَخرَّجَتْ على أفكارٍ منحرفةٍ
ومَفاهيمَ ضالَّةٍ تَلَقَّوْها في الْخَلَواتِ والْكُهوفِ والتَّجَمُّعاتِ
السِّرِّيَّةِ، وكأنَّ هؤلاءِ الكُتَّابَ لم يقرؤوا تلكَ المُقرَّراتِ
الدِّراسيَّةَ ويتَفَهَّموها قبلَ أن يَكتُبوا ما كتَبُوا معَ أنَّهم يَدَّعون
المَوْضوعيَّةَ والمِصْداقيَّةَ وإلا لو تأمَّلوا تلكَ المناهِجَ والمُقرراتِ
الدِّراسيَّةَ لوجدوها تُحذِّرُ منَ الغُلوِّ في الدِّينِ والغُلوِّ في الأشْخاصِ
أحياءً أو أمْواتًا والغُلوِّ في الأحكامِ والغُلوِّ في التَّساهُلِ والمُيوعَة.
أليسَ في مناهجِنا التَّحذيرُ من الغُلوِّ بجميعِ أنواعِه والحثُّ على الاعتدالِ، قال اللهُ تعالى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ﴾ [النساء: 171] وقالَ نبيُّنا صلى الله عليه وسلم: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1])، وقالَ: «أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أنْبِيائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَساجِدَ، ألاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد