مَسَاجِدَ! فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1])، وقالَ صلى الله
عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ،
إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([2])، وقالَ: «وَإِيَّاكُمْ
وَالْغُلُوَّ؛ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ» ([3]).
أليسَ من
مَنَاهِجِنا ومقرَّراتِنا الدِّراسيَّةِ الحثُّ على لُزومِ جَماعةِ المسلمينَ،
وطاعةُ وَلِيِّ الأمْرِ في غيرِ معصيةٍ، وتحريمُ البَغْيِ والخروجُ والإفْسادُ في
الأرضِ ووضْعُ الحدودِ الرَّادعَةِ لمَن مَارَسَ تلكَ الجرائِمَ؟ أليسَ من
مَناهِجِنا احترامُ العُهودِ حتَّى مع الأعداءِ وتحريمُ الغَدْرِ والخِيانةِ؟
أليسَ في مناهجِنا ومقرَّراتِنا الدِّراسيَّةِ تحريمُ قَتْلِ النُّفوسِ الَّتي
حَرَّمَ اللهُ قَتْلَها بغيرِ حقٍّ سواءً كانتْ نُفُوسًا مُسلمَةً أو كافِرَةً
معاهَدةً أو ذِمِّيَّةً أو مُستأمَنَةً ومَن لم يَحْصُلْ منهم إساءَةٌ في حقِّ
المسلمينَ قال تَعَالى: ﴿فَمَا
ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ
ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 7] أرجو منْ هؤلاءِ الإخوةِ الكُتَّابِ أن
يَتأمَّلوا قبلَ أنْ يَكتُبوا حتَّى تكونَ كِتاباتُهم موضوعيَّةٌ صادقَةٌ، واللهُ
وليَّ التَّوفيقِ.
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبَه
صالحُ بنُ فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
10/ 5/ 1427 هـ
*****
([1])أخرجه: مسلم رقم (532).
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد