(1)
إلى سعادةِ الأخ رئيسِ تحريرِ جريدةِ عُكاظ وفَّقَه الله
السلامُ عليكم
ورحمةُ اللهِ وبركاتُه وبعد:
فقد نُشِر في
جريدتِكم عكاظ العدد (1541) في 1/ 8/ 1426هـ مقالٌ بعنوان: «مُدَاوَلات دردشة
للكاتب» عبد الله أبو السمح جاء فيه قولُه: «وجاءتِ الثورةُ الفرنسيةُ في بدايةِ
العصرِ الحديثِ لتؤكِّدَ حقوقَ الإنسانِ وحريةَ العبادةِ والاختيار، وهي مبادئُ
عظيمةٌ تعيشُ البشريةُ في ظِلِّها عهدًا إنسانيًا غيرَ مسبوق». والملاحَظ على
هذا المقطعِ من كلامِه أمران:
الأمر الأول: قولُه: «إنَّ الثورةَ
الفرنسيةَ هي التي أكَّدت حقوقَ الإنسانِ وأنَّ البشريةَ عاشتْ في ظِلِّها عهدًا
إنسانيًا غيرَ مسبوق»، وهذا جحودٌ لِمَا جاء به الإسلامُ من ضَمانِ حقوقِ الإنسانِ
الصحيحةِ وحمايتِها ورَدْعِ من اعتدى عليها بغيرِ حَقٍّ وحمايةِ الدماءِ والأعراضِ
والعقولِ والأموالِ والأمنِ بإقامةِ الحدودِ والتعزيراتِ وقتالِ الخوارجِ
والبُغاةِ والمفسدين في الأرضِ والأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكَرِ والدعوةِ إلى
اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحَسَنة، إلاَّ إن كان الكاتبُ يقصِدُ بحقوقِ الإنسانِ
إطلاقَ الحريةِ له في الفسادِ وتناوُلَ المحرماتِ وضياعَ الأخلاق، فهذا هو الذي
جاءتْ الحملةُ الفرنسيةُ وغيرُها من حملاتِ الكفرِ به وأشقَتْ به البشريةَ
خُصُوصًا بلاد الإسلامِ التي دخلتْ تحتَ وطئتِها.
الأمر الثاني:
قولُه: «وحرية العبادة»، وهذا خطأٌ واضح؛ لأنّ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد