×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

هذا ذَمٌّ بما يشبهُ المدح

قرأتُ في جريدةِ الرياضِ عدد الثلاثاء 14/ 11 مقالاً عني بعنوان: «الشيخ صالح صحفيًا» للكاتبِ فارس بنِ حَزام، فوجدْتُ المقالَ ذمًّا بما يشبهُ المدحَ وهو إلى الذمِّ أقرب، حيث قال: «لا يمكنُ النظرُ إلى تفاعلِ عُضوٍ في هيئةِ كبارِ العلماءِ مع كُتَّابِ الصُّحفِ إلاَّ بالإعجابِ والتقديرِ حتى لو جاء ذلك التفاعلُ ساخطًا غاضبًا رافضًا».

وأقولُ للكاتب: أنا لستُ صحفيًا وإنَّما هدفي من الكتابةِ نُصْرةُ الحقِّ ورَدُّ الباطلِ في الصُّحفِ وغيرِها، ولا يمنعني كوني عُضوًا في هيئةِ كبارِ العلماءِ أن أُبيِّنَ الحَقَّ وأردَّ الباطل، بل هذا مما يُؤكدُ علي القيامِ بذلك؛ لأنَّه كُلَّما ارتفعتْ وظيفةُ الشخصِ عظُمَتْ مسؤوليتُه، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ [آل عمران: 187] الآية.

وأما وصْفُ الكاتبِ لي بأنني ساخطٌ غاضِبٌ رافضٌ فهذه أوصافٌ ذميمة، أسألُ اللهَ أن يعيذَني منها، وعلى الكاتبِ أنْ يُبينَ لي وللقراءِ مواقعَ السُّخطِ والغَضبِ والرفضِ حتى أتجنبَها، وأمَّا الرفضُ فأنا -والحمدُ لله- لا أرفضُ الحقَّ وإنَّما أرفضُ الباطل، وقولُ الكاتبِ عن ردودي على زملائِه الصحفيين؛ لأنَّ مقالاتِهم لا تَروقُ لي، فأقول: ليس ردِّي عليهم بسببِ أنَّ مقالاتِهم لا تروقُ لي، بل لأنَّها مخالفةٌ للصواب، ولا يسَعُني السكوتُ عليها؛ لأنَّ هذا من بابِ النصيحة.

وقولُ الكاتب: «لم يكُنْ معروفًا عن كبارِ العلماءِ ممارسةُ شريعةِ التعاطي الإعلامي، والدخولُ في سِجَالٍ مكشوفٍ مع المخالفين،


الشرح