لا مُنقِذَ الْيوْمِ
للعالَمِ منْ هذا التَّخبُّطِ إلاَّ الإسلامُ
الحمدُ للهِ ربِّ
العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رحمةً للعالمين،
نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وأصحابِه ومَنْ تَبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ،
أمَّا بعدُ:
فإنَّ اللهَ سبحانه
لمَّا أَهبَطَ آدمُ عليه السلام إلى الأرضِ قال: ﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ
٣٨ وَٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ
فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة: 38، 39]، قد تكفّلَ سبحانه بإنزالِ الهُدَى وتكفَّلَ لمَنِ
اتَّبَعَ هُدَاه بالأمنِ من الخوفِ والحُزْنِ، وقد صَدَقَ اللهُ وعْدَهُ سبحانه
فأرسَلَ الرُّسلَ وأنزلَ الكتبَ لإنقاذِ البشريَّةِ من الظُّلماتِ إلى النُّورِ
وأخبَرَ أنَّه لا يَقبلُ دِينًا غيرَ الإسلامِ فقالَ: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].
والإسلامُ هو عبادةُ
اللهِ في كلِّ وقتٍ بما شَرَعَه على ألْسُنِ رسلِه ما لم يُنسَخْ، ولما بعثَ اللهُ
محمَّدًا صلى الله عليه وسلم خاتَمَ النبيينَ جعَلَ الإسلامَ في اتِّباعِه
وطاعتِه، قال تعالى: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ
مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ
فََٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ
بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [الأعراف: 158].
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد