الرَّدُّ على مَنْ
أَجَازَ السِّحْرَ بسِحْرٍ مثْلِه
الحمدُ للهِ ربِّ
العالمينَ، ما أنزَلَ داءً إلاَّ وأنزَلَ له شِفَاءً، عَلِمَه مَن عَلِمَه
وجَهِلَه مَن جَهِلَه. والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ القائلِ: «تَدَاوَوْا
وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» ([1])وعلى آلِه وأصحابِه
الَّذينَ قالَ قائِلُهم: «إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا
حَرَّمَ عَلَيْكُمْ» ([2])وبعدُ: فقدْ تكرَّرَ
النَّشرُ في بعضِ الصُّحُفِ والبَثُّ في بعضِ الفَضائيَّاتِ ما أَفتَى به بعضُهم
من جَوازِ حلِّ السِّحْر بسحرٍ مثلِه، ولا شكَّ أنَّ هذهِ الفَتْوَى تَفْتحُ على
النَّاسِ بابَ شرٍّ كبيرٍ قدْ لا يَتصوَّرُه ذلك المُفْتِي، وهذهِ الفَتْوى
مَرْدُودةٌ بأمورٍ أهمُّها أنَّ السِّحرَ أعظمُ المُحرَّماتِ بعدَ الشِّركِ، ومنْها:
أولاً: أنَّه لا يجوزُ التَّداوِي بالحرامِ، والسِّحْرُ كفْرٌ والكُفرُ أشدُّ المحرَّماتِ، والدَّليلُ على أنَّه كفرٌ قولُه تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ﴾ [البقرة: 102]، وقوله تعالى عن المَلَكين: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ﴾ [البقرة: 102] أي: لا تتعلَّمِ السِّحْرَ. وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ﴾ [البقرة: 102] أي: عَلِمَ اليهودُ أن مَنْ استبدَلَ السِّحرَ بالإيمانِ ما له نَصيبٌ في الجنَّةِ. وقولُه تَعَالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 103] أي: لو تَرَكوا السِّحرَ لبَقَوْا على إيمانِهم ولحَصَلوا على ثوابِ اللهِ وجَنَّتِه، فدلَّ ذلك
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد