الأسماءُ
لا تُغيِّرُ الحقائِقَ
إنَّ مِنَ
المُغالطاتِ المَكْشُوفَةِ تسْمِيةَ الأشياءِ بغَيْرِ اسْمِها تلبيسًا على
النَّاسِ وتغْرِيرًا بالجُهَّال، ومِن ذلك تسميةُ التخريبِ والاعتداءِ على الناسِ
وسَفْك الدِّماءِ المُحَرَّمة وإِتْلاف المُمْتَلَكات مِمَّا تقوم به تلك الفئةُ
الضالة، ويُسمُّونَ ذلك: جِهادًا في سبيلِ الله، ويُسمُّونَ الانتحار استشهادًا،
ورُبَّما ينخدعُ بعضُ النّاسِ خصوصًا صِغار السِّنِّ بهذا التضليل، وينخرِطُون في
الإفسادِ في الأرض، ونقولُ لهؤلاءِ ومَنِ اغتَرَّ بهم:
أولاً: الجهاد في سبيلِ
الله هو قِتالُ الكُفَّار والمُشركين؛ لإزالةِ الشِّرك ونَشْرِ التَّوحيد بعد
دعوتِهم إلى الله وامتناعِهم من قَبُول الدَّعوةِ، وتنظيمِ الجهاد والإشراف عليه
مِن صلاحِيّات إمامِ المسلمين؛ لأنَّ الذي تولاَّه في عُصورِ الإسلامِ كُلِّها هم
وُلاة الأمورِ ابتداءً بالرَّسُول صلى الله عليه وسلم وخلفائِه ومَنْ جاءَ بعدَهُم
مِن وُلاة أمورِ المسلمين، وليس الجهادُ فوضى، كُلٌّ يقومُ به، ويأمر به، واللهُ
تعالى يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ
ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [التوبة: 38]، والرَّسُول
صلى الله عليه وسلم يقولُ: «وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» ([1])، فَلا يَجُوزُ
للمُسْلِم أن يُجاهِدَ إلاَّ إذا استُنفِرَ للجهادِ، والذي يَستَنْفِرُ هو وليُّ
أمْرِ المسلمين، إذا توفَّرَت شُروطُ الجهادِ وزالتْ موانِعُه.
ثانيًا: الجهادُ لا يكونُ بقَتْلِ المُسلمينَ والمُستَأمَنِين، وإنَّما يكونُ مع الكُفَّارِ والمُحَارَبِينَ، وأمَّا قتلُ المسلمين والكُفار المُسْتَأمَنِين فإنه عُدْوانٌ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد