حَوْلَ قِيادَةِ
المرأةِ للسيَّارةِ«مَهْلاً آل زلفة»
الحمدُ للهِ وبعدُ،
فقدِ اطلعْتُ على موضوعٍ في «الوطنِ» يوم الأحد: 14/ 4/ 1426هـ (ص: 8) لِعُضْو
مجلسِ الشُّورَى الدكتورِ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ آلِ زلفة يحثُّ على السَّمَاحِ
للمرأةِ بقيَادةِ السيَّارةِ مُتَناسِيًا ما يترتَّبُ على ذلكَ منْ مَخَاطِرَ جَعَلتِ
الكثيرَ منْ أهْلِ العِلْمِ والفِكْرِ يُمانِعُونَ منْ ذَلك، لكنَّهُ - هداهُ
اللهُ - تجاوَزَ ذلك وأَتَى بِمُبَرِّراتٍ تُرَدُّ عليه وهي:
1- أنَّ مَنْعَ
المرأةِ منْ قِيادةِ السيَّارةِ - بزَعمِه - يُكَلِّفُ المجتمعَ مَبالِغَ ماليَّةٍ
تُدفَعُ للسَّائقينَ المُستقدَمينَ.
ونقولُ له: هل خسارةُ المالِ
أشدُّ منْ خسارةِ الأّعْراضِ حتى نَفْتَدي خسارةَ المالِ بخَسارةِ الأَعْراضِ؟.
2- أَنَّه تَلَقَّى
تَأييدًا منْ عددٍ كبيرٍ منْ زُمَلائِه أعضاءِ المَجْلسِ.
ونقولُ له: العبرَةُ ليستْ
بكثرةِ المُؤَيِّدينَ، وإنَّما العِبرَةُ بمنْ هو على الصَّوابِ ولو كان عددُهُم
قَليلاً، قالَ اللهُ تعَالى: ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ
ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ﴾ [الأنعام: 116].
3- ما يُسَبِّبُه
السَّائِقونَ الأجانبُ بزعْمِه من كثْرةِ وقوعِ الحوادثِ.
ونقولُ له: كثرَةُ وقوعِ الحوادِثِ لا تَدفعُها قِيادةُ المرأةِ للسيَّارةِ بلْ ربَّما تَزِيدُها أضْعافًا؛ لِضَعْفِ المرأةِ وشدَّةِ خَوْفِها لا سيَّما في المواطنِ المزْدحمةِ والمَواطنِ الخَطيرةِ التي لا يَقْوَى على مُوَاجَهتِها إلاَّ أقْوِياءُ الرِّجالِ. وفيما ذكرَهُ اللهُ من قِصَّةِ المَرْأتينِ الَّلتينِ لا تَسْقِيَانِ حتى يَصدُرَ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد