×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

الرَّدُّ يجِبُ أن يكونَ بالدَّليلِ لا بالآراءِ

قرأتُ في جريدةِ الوطنِ الصفحة (12) العدد (2005) التاريخ (19/5/1427هـ) تعقيبًا للكاتبِ: حمزةَ قبلانِ المُزينيّ على ما كتَبْتُه حولَ المطالبةِ بتغييرِ المناهجِ الدِّراسيَّةِ وما يُثَارُ حولَها من ضَجَّةٍ مَبْعَثُها من خارجِ البلادِ من الأعداءِ، وقد تَأَمَّلْتُ التَّعقيبَ فوجدتُّه تَكْرارًا لما قيل من انتقاداتٍ للكتبِ الدِّراسيَّةِ خُصوصًا كتبَ العقيدةِ والتفسير وما يتعلَّقُ بالكتُبِ التي تَختَصُّ بهذَا الموضُوعِ.

وأقول: لا يَخْفَى أنَّ هذه الكتبَ مُستمدَّةٌ منَ الكتابِ والسُّنَّةِ ومنهَجِ سلَفِ الأمَّةِ وأئِمَّتِها وهيَ مَبْنيَّةٌ على الكتابِ والسُّنَّةِ لا على الأفكارِ ورغباتِ النَّاسِ، وما ذكَرَه الكاتبُ وغيرُه من انتقاداتٍ على تلك الكتبِ لا يُقامُ له وَزْنٌ؛ لأنَّه لمْ يُبْن على دليلٍ شرعيٍّ وإنَّما هو مَبْنيٌّ على أن تلكَ الكتبَ لا تُوافِقُ رغباتِ أولئكَ الكُتَّابِ، والانتقادُ لأيِّ فنٍّ من الفُنونِ لا بدَّ أنْ يكونَ صادِرًا عن مُتخَصِّصٍ فيه ولا بدَّ أن يُقيمَ ذلكَ المُنتقِدُ المُتخصِّصُ دَليلاً على انتقادِه حتَّى يكونَ مقبولاً، ويكونَ له اعتبارُه، هذه مُقدِّمةٌ إجماليَّةٌ، وأمَّا تفاصيلُ الرَّدِّ على تعقيبِه فهي كما يلِي، والقصْدُ من ذلك النَّصيحَةُ للهِ ولكتابِه ولرَسولِه ولأئِمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم فأقولُ:

1- لم يُقِمِ المزينيُّ ولا غيرُه دليلاً واحدًا من الكتابِ والسُّنَّةِ على صحَّةِ ووَجَاهَةِ ما انتقدُوه على الكتبِ الدِّراسيَّةِ، وإنَّما يعتمدون على أفكارِهم ورغباتِهم ولو أقاموا دليلاً على ما يقولونَ لوَجَبَ على الجميعِ اتِّباعُه والعملُ به وتَرْكُ ما سِواهُ؛ لأنَّ الحقَّ ضالَّةُ المؤمنِ.


الشرح