2- قال
المزيني: «ويُشيرُ ما وَرَدَ في مشاركةِ الشيخِ الفوزانَ بوضوحٍ إلى الأساسِ
الذي يَجعَلِ المَناهِجَ محَلَّ شكْوَى، فقدِ استخدَمَ فضيلتُه مُصطَلَحَ «كفَّار»
واستشْهَدَ بقولِه تَعَالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ
مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120] وذلك ما يُشيرُ إلى أنَّ العالَم لا يزالُ عندَ الشيخِ الفاضلِ
مقسومًا إلى كفَّارٍ ومسلمين يُمَثِّلانِ كَيَانيْنِ مُتعازِلِينِ مُتظاهِرَيْنِ «كذا»
بكلِّ وُضوحٍ، وأنَّ العَلاقَةَ بينهما عَلاقةُ حَرْبٍ وتَنَافُسٍ وقطيعَةٍ وهو ما
يَجِبُ في نظِرِه أنْ تُصوِّرَه المناهجُ الدراسيَّةُ ومنْها الدِّينيَّةُ».
وأقولُ للمزينيِّ:
1- اللهُ سُبحانَه
هو الَّذي قسَّمَ النَّاسَ إلى كفَّار ومسلمين بحسَبِ ما يَدينونَ به في حياتِهم.
فمَنْ دَانَ للهِ بالتَّوحيدِ واتِّباعِ الرُّسلِ فهو مسلمٌ، ومَنْ دَانَ
بالشِّرْكِ والكفْرِ وعصَى الرُّسلَ فهو كافِرٌ. قال تَعَالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ
فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [التغابن: 2] فهذا
التَّقسيمُ جاءَ منَ اللهِ وليسَ هو من عندي - كما يقول المزينيُّ - وليس هو
مصطلحًا وإنَّما هو مسمًّى شرعيٌّ أنزَلَه اللهُ في كتابِه.
2- واللهُ تعَالى هو
الَّذي جَعَلَ الكفَّارَ والمؤمنين مُتعازِلِين مُختلِفينَ في الأسْماءِ
والأحْكامِ في الدُّنيا والآخِرَةِ، قال تَعَالى: [ص: 28]، وقال تعالى: ﴿أَفَنَجۡعَلُ
ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥ مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ﴾ [القلم: 35- 36]
هذا لا يليقُ بعدْلِ اللهِ وحكمتِه أن يسوِّيَ بينَ المؤمنين والكفارِ والأبرارِ
والفجَّارِ، وإنِ استوَوْا في نَظَرِ بعضِ النَّاسِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد