×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

3- أوجَبَ اللهُ على المؤمنينَ مُعاداةَ الكفَّارِ والبَراءَةَ منهم، قال تَعَالى: ﴿لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ [آل عمران: 28]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ [الممتحنة: 1] هذا نهيٌ صريحٌ عن مُوادَّةِ الكفَّار

4- وأما قولُ المزينيِّ: «والعَلاقَةُ بينهما عَلاقَةُ حرْبٍ وتَنَافُسٍ وقطيعَةٍ».

فأقول عنه: نعم هو كذلك أوجَبَ اللهُ على المسلمينَ حرْبَ الكفَّار وجهادَهم بعدَ دَعوتِهم إلى اللهِ ورفْضِهم دينَ اللهِ بشرطِ أن يكونَ عندَ المسلمين القُدرةُ على ذلك. قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ [التوبة: 73] وقال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ [الأنفال: 39] وقال تعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ [آل عمران: 85] أيْ: أيّ دين ﴿وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85] والإسلامُ بعدَ بعثَةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم هو دِينُه فقط؛ لأنَّه ناسخٌ للأديانِ كلِّها.

5- لا يَمنَعُ التَّمايُزُ بينَ الكفَّارِ والمؤمنينَ التَّعامُلَ مع الكفَّار في المباحاتِ من التِّجارةِ وتبادُلِ المصالحِ وعقْد المعاهَداتِ معهُم إذا اقتَضَتْ مصلحَةُ المسلمينَ ذلك، وكذلك لا مانِعَ منَ الإحسانِ إلى مَنْ 


الشرح