حُكْمُ تصنيفِ
النَّاسِ
كَثُرَ الخَوضُ
والقَوْلُ في هذهِ الأيَّامِ في تصنيفِ النَّاسِ بمعنَى تَقْسِيمِهم والتَّميِيزُ
بينَهم منْ حيثُ مذاهِبِهم، وهذا الأمْرُ فيه تفصيلٌ، لابدَّ من بيانِه خَشْيَةَ
الالتباسِ، وذلك على الوجْهِ التَّالي:
1- تصنيفُ النَّاسِ
بحسَبِ الهَوَى ومنْ بَابِ التَّفاخُرِ فهذا مَنْهِيٌّ عنه ولا يَجوزُ، قال اللهُ
تعَالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا
وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ
إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ﴾ [الحجرات: 13]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلُّكُمْ
لآَدَمَ، وَآَدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ
لأَِبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ، إلاَّ بِالتَّقْوَى» ([1])، فالتَّميُّزُ
إنَّما هو بالتَّقوَى لا باللوْنِ والجِنْسِ.
2- تصنيفُ النَّاسِ
بحسَبِ اعتقاداتِهم وأعمالِهم لإنزَالِ كلٍّ منهم مَنزِلَتَه ومُعامَلَتِه بما
يَليقُ به، فهذا أَمْرٌ واقِعٌ وأمْرٌ مشروعٌ، فالنَّاسُ ليسوا على حدٍّ سَواءٍ
فمنهم الكافِرُ، والمؤمِنُ، والمنافِقُ، والبَرُّ، والفاجِرُ، وهذا التَّصنيفُ
وارِدٌ في الكتابِ والسّنَّةِ ولا مَجَالَ لإنكارِه؛ لأنَّه ثابتٌ شرْعًا وواقِعٌ
فِعْلاً. وفي المَثَلِ: «مَن كَانَ النَّاسُ عندَه سَواء فليسَ لعلَّتِه دَواء».
3- تصنيفُ المؤمنين بحسب ما آتاهم الله من العلم والإيمان والعمل قد جاء في الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ﴾ [البقرة: 253]، وقال تعالى: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ [النساء: 95] الآية، وقال تعالى: ﴿قُلۡ هَلۡ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد