×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

مَنِ المَلُومُ في انفصالِ بعْضِ الشَّبابِ عَنِ العُلماءِ؟

الحمدُ لله رَبِّ العالمين. والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبِيِّنَا محمد وعلى آله وأصحابه، وبعدُ:

فقد كَثُرَ في الآونةِ الأخيرةِ في الفضائِيَّاتِ والكتاباتِ إلقاءُ اللوم على العلماءِ بسبب ما حصَلَ مِن بعض الشَّباب مِن انحرافٍ فِكْرِيٍّ وسُلوكِ مناهِجَ ضالَّةٍ أدَّت ببعضهم إلى الخروجِ على مُجتمع المسلمين بأفكارٍ مُنحرفةٍ وتصرفات تَخْرِيبِيَّة غريبةٍ عن تعاليم دينهم وأخلاقيَّات مجتمعهم، فصار بعض الكُتَّاب وبعضُ الذين تجرى معهم لقاءاتٌ في المحطَّاتِ الفضائيَّةِ أو الصحفيَّةِ أو الإذاعيَّةِ أو مختلف الوسائل الإعلاميَّةِ أو حتى في المجالس العاديَّةِ يُلقونَ باللَّوم على العلماءِ، ويُحمّلونَهم مسؤوليَّةَ تلك التَّصَرُّفات، وخُصُوصًا أنَّ ذلك صادفَ هوًى في نُفوسِ بعضِ المُتكَلِّمين والكُتَّاب، فيحقِّر عُلماءَ الأُمَّةِ؛ لأنَّه يحملُ ضِدَّهم بعضَ الحِقد، فتنفَّسَ الصُّعَداءَ في هذه المناسبةِ، وصارَ يَكِيلُ التُّهَم ضِدَّ العلماء، ويعْذُر أولئك الشباب في انحرافهمِ، ويقولون: إنَّهم لم يجدوا من يُوجِّهُهم الوِجْهَة السليمة.

ودفاعًا عن أعراض العلماء ووضعًا للأمور في نصابها أقول:

أولاً: العلماءُ لم يُقصِّروا في بذلِ التوجيه السليم من خلال البرامج الإعلاميَّةِ والخُطَبِ المنبريَّة والدُّرُوس اليوميّة في المساجدِ والمُحاضرات والنَّدوات في كُلِّ مكان مناسبٍ، وفي كُلِّ فرصةٍ سانحة. فالعلماءُ يُبَيِّنُونَ للشَّبابِ ولغيرهم منْهَجَ السَّلفِ عقيدةً وعبادةً ومعاملةً وسلوكًا.


الشرح