×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

شهرُ ربيعٍ الأوَّل وبِدْعَة المَوْلِد النبويِّ

الحمدُ للهِ. والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسُولِ الله، وعلى آلهِ وصَحْبِه ومَنْ اتَّبعَ سُنَّتَهُ، وَوَالاَهُ، أما بعدُ:

فقد دأبَ بعضُ الكُتَّابِ والكاتِباتِ كُلَّما دخلَ شَهْرُ ربيعٍ الأوَّل أن يَشْغَلُوا حيَّزًا مِن الصُّحُفِ بالكتابةِ حوْلَ إحياءِ بِدْعَةِ المَوْلِد والحَثِّ على استعادةِ ذِكْراها وتجديدِ ذِكْرِها، وكأنَّ المُسلمين لا يعرفونَ الرسولَ صلى الله عليه وسلم إلاَّ عِندَ مُرور هذه المُناسبة الّتي ابتدعُوها، ومِن هؤلاءِ الكُتَّاب الدَّكاتِرة مَنْ كَتَبَ عِنده مَقالةً، ودأبَ على نشرِها كُلَّ سنَةٍ بِنَصِّها، وكأنَّ الناسَ مُغفَّلونَ، لا يُمَيِّزُونَ بينَ الغثِّ والسَّمينِ، وبينَ البِدْعةِ والسُّنَّةِ، ولكِنْ كما جاءَ في الحديثِ: «إذا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»([1]).

إِنَّ الواجبَ على هؤلاءِ أن يَخافوا رَبَّهُم، وأنْ يخْجَلُوا مِن فِعْلِهم؛ فقد قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ إِثْمُهَا وَإِثْمُ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» ([2]).

وَإِنَّنَا لَوْ سَأَلْنَا هَؤلاءِ أنْ يَأْتُوا لَنَا بِنَصٍّ مِن كِتَابِ اللهِ أوْ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ هذا العَمَل الَّذِي يَسْتَمِيتُونَ في الدَّعْوَةِ إِلَيْهِ وَالحَثّ علَيْه لَمَا اسْتَطاعُوا إلى ذَلِكَ سَبِيلاً إلاَّ بالتَّمَحُّلِ والالتواءِ، وقد قالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([3]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3484).

([2])أخرجه: مسلم رقم (2674).

([3])أخرجه: مسلم رقم (1718).