×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

توضيح لفهم خاطئ

قرأتُ ما كتَبَه الأخُ الدكتورُ سعدُ بنُ عبدِ العزيزِ الراشدِ تعقيبًا على مقالتِي الَّتي نُشِرَتْ في جريدةِ الجزيرةِ عدد الثلاثاء 20 ذي الحجة 1427هـ، والتي استنكَرْتُ فيها ما ظَهرَ الآن من تَتَبُّعِ الأماكنِ والغيران التي جلَسَ فيها الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم أو نزَلَ فيها هو أو أحدٌ من أصحابِه ممَّا قد يُؤَثِّرُ على العقيدةِ خُصوصًا عندَ العَوامِ، لاسِيَّما وأنَّ البلادَ الأخرى وَقَعَتْ من جرَّاءِ ذلك في أخطاء فادحةٍ في العقيدةِ بسببِ ارتيادِ الآثارِ المنسوبةِ إلى المُعظَّمين منَ العلماءِ والصالحين بسببِ الغلُوِّ الذي حَذَّر منْه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، والذي أوْقَعَ الأُمَمَ السابقةَ في الشِّرْكِ لمَّا تَتَبَّعَتْ آثارَ أنبيائِها وصالحِيها، وكأنَّ هذا المقالَ لمْ يُعْجبِ الدُّكتورَ سَعدًا، فعقَّبَ عليه دُونَ أن يَنظُرَ فيما ذَكرتُه وقصدتُّه في التَّحذيرِ من تتبُّعِ آثارِ الصَّالحينَ والتَّبَركِ بها وبناءِ المساجدِ عليها واتخاذِها مُصلياتٍ وما أظنُّه يُمانِعُ في التَّحذيرِ من ذلك لو أنَّه دَقَّقَ النَّظَرَ فيما قلتُه.

فقد قلتُ بالحرفِ: «ويُريدون بالآثارِ الأماكنَ الَّتي يزْعمونَ أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم أو بعضَ أصحابِه جلسوا فيها أو سكنوها ممَّا لمْ يهتمَّ بِه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه والأئمةُ من بعدِهم؛ لأنَّه لا جَدْوَى فيه؛ ولأنَّه يَجُرُّ إلى الغُلُوِّ والتَّبَرُّكِ بتلكَ الآثارِ والدُّعاءِ والاستغاثَةِ بمنْ نُسِبَتْ إليهِ ممَّا هو حقيقةُ الشِّرْكِ كما حَصَلَ للأممِ السَّابقةِ لمَّا غلَتْ في آثارِ أنبيائِها وصالِحِيها»، وهذا النَّوعُ هو الذي يُفرِحُ أعداءَ المسلمينَ اشْتِغَالَهم فيه


الشرح