هلِ الدولةُ
تُخالِفُ العُلماءَ؟
المعروفُ أنَّ هذهِ
الدَّولةَ السُّعوديَّةَ المُباركةَ قامَتْ على الكتابِ والسُّنَّةِ وتَحكيمِ
الشَّرِيعةِ والرُّجوعِ إلى العلماءِ في كلِّ ما يَتَّصِلُ بالدِّينِ، وذلكَ منذُ
بايعَ الشَّيخَ محمَّدُ بنُ عبدِ الوهابِ رحمه الله الإمامَ محمَّدَ بنَ سعودٍ
رحمه الله على الكتابِ والسُّنَّةِ، واستمرَّ هذا العهْدُ ساري المَفعولِ في
ذُريَّتهِ إلى يومِنا وسيظلُّ بإذنِ اللهِ، ولكنْ هناكَ مَنْ يُريدونَ أنْ
يُفَرِّقوا بَينَ هذهِ الدَّولةِ وبينَ عُلمائِها ويَدَّعون أنَّ الدَّولةَ
خَالفَتْ العُلماءَ في مسائلَ، منها:
1- مسألةُ
التَّلِّغْرَافِ «البَرْقيَّة» في وقتِ المَلِكِ عبدِ العزيزِ، ونحنُ نُطالِبُ
هؤلاءِ بإِبرازِ الفَتْوى التي صدرَتْ منَ العلماءِ في تَحريمِ التَّلغرافِ وأنَّ
الملكَ عبدَ العزيزِ خالفَهَا.
2- قالوا: في
عهْدِ الملِكِ فَيْصل حَصَلَ فَتَحُ مَدارِسِ الْبناتِ بدونِ أخْذِ رَأْي
العلماءِ.
ونقولُ لهؤلاءِ: هذَا منَ
الكَذِبِ، فالملكُ فَيْصلُ لمْ يَفْتَتِحْ مدارسَ البناتِ إلاَّ بعدَ أنْ وَضَعَها
بِيدِ العلماءِ، والعلماءُ هم الَّذينَ وضعوا مَناهجَها وتَوَلُّوا رئاسَتَها
وجَعَلوها مُنفصَلةً تمامًا عنْ تعليمِ الذُّكورِ، ولا تَزَالُ وللهِ الحمدُ
تَسيرُ على هذَا المنهجِ الفَرِيدِ، وستظلُّ بإذنِ اللهِ تَعَالى وإنْ حَاولَ مَنْ
حاولَ تَغييرَ مَسارِها.
3- بَنُوا على هذهِ
الأوهامِ أنَّ الدَّولةَ يَجبُ عليهَا أنْ تَسْمَحَ بقيادةِ المرأةِ للسيَّارةِ
دونَ أخْذِ رأي العلماءِ.
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد