×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

الحُبُّ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يبدأُ من الإيمانِ به

قرأتُ في جريدةِ الجزيرةِ العدد (12602) الصادر في يوم السبت 12 ربيع الأول مقالاً للدكتور: محمد عبده يماني بعنوان: «منْ هُنَا يبدأُ الحُبُّ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم » يحثُّ فيه على إقامةِ الاحتفالِ المبتَدَع بمناسبةِ مولدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم زاعمًا كما يَظهرُ من عُنوانِه أنَّ حبَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يبدأُ منَ الاحتفالِ بمَوْلدِه ومُقتَضَى هذا أنَّ الذي لا يَحتفِلُ بهذه المناسبةِ لا يُحِبُّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم ابتداءً بأصحابِه الكرامِ والقرونِ المفضَّلةِ التي أثْنَى عليها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّها لا تحتفلُ بهذهِ المناسبةِ.

ونقولُ للدكتورِ: إنَّ حبَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم من مقتضَى الإيمانِ بِه وبرسالتِه وهو منْ حُقوقِه صلى الله عليه وسلم عَلَينا. قالَ اللهُ تعَالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ [المائدة: 55] وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1])، وفي حديث آخر لابد أن يكونَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم أحبَّ إلى المُؤمنِ منْ نفْسِه كما في حديث عمر رضي الله عنه، ولكن ليس علامةُ حبِّه إحياءَ مناسبةِ مولدِه؛ لأنَّ هذا بِدْعَةٌ والنَّبي صلى الله عليه وسلم حَذَّرنا من البِدَعِ فقال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2])، وقالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْه فَهُوَ رَدٌّ» ([3])، وفي روايةٍ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([4])؛ أي: مردودٌ عليه عملُه. واللهُ جل وعلا يقولُ: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [الحشر: 7].


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (15)، ومسلم رقم (44).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([3])أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).

([4])أخرجه: مسلم رقم (1718).