الاحتفال بالمولدِ
بدعةٌ محدَثةٌ بعدَ القرونِ المفضَّلةِ ولا دليلَ عليه من الكتابِ، والسُّنَّةِ
فهُو عملٌ مردودٌ ومعصيةٌ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّه من جُملةِ
المحدثاتِ الَّتي نَهَى عنها الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم
قال الدكتورُ: «ليتَنا نُخَصِّصُ
يومًا لِلسِّيرَةِ النَّبويَّةِ»، ونقولُ له: المسلمونَ ما زَالوا في كلِّ
السَّنةِ يُدَرِّسون السيرةَ النَّبويَّةِ في المدارسِ والمساجدِ على مدارِ العامِ
وتَخصيصُ يومٍ لدِراسَتِها يَدخُلُ في نِطاقِ البدْعةِ ويُقلِّلُ منْ أهمِّيَّة
السيرةِ حيثُ إنَّها لا تُدرَّسُ إلاَّ في يومٍ واحدٍ من السَّنةِ، هو يومُ
الاحتفالِ بالمولد.
قال الدكتور: «فقد
دَأَبَتْ أممُ الأرضِ كلِّها على الاحتفالِ بالأحداثِ العظامِ الَّتي تمُرُّ بها
في تاريخِها وتحتفلُ بذكرى العُظماءِ منْ رِجالِها ومُفَكِّريها وقادَتِها».
ونقول للدكتورِ:
إنَّ القُدوةَ لنا هو رسولُنا صلى الله عليه وسلم وأصحابُه ولم يكونوا يحتفِلون
بما ذكرتَه، وأممُ الأرضِ ليستْ قدوةً. قال تَعالى: ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ
ٱللَّهِۚ﴾ [الأنعام: 116] قدوتُنا هو رسولُ اللهِ وأصحابُه.
ثم ذكَر الدكتورُ
جملةً من صفاتِ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم وما أَجْرَى اللهُ على يديْهِ من
الخيْرِ الكثيرِ للأمة ثمَّ قال بعد ذلك: «هذا النَّبيُّ الكريمُ ألاَ
يستِحُّق من أمَّتِه أنْ تحتفيَ بيومِ مولدِه». ونقولُ له: إنَّ الرَّسولَ
صلى الله عليه وسلم لا يَرضَى بذلك؛ لأنَّه بدعةٌ وغُلُوٌّ في حقِّه وقدْ نهانَا
عن البدَعِ والمُحدَثاتِ فنحنُ متَّبعون لا مُبتَدِعُون.
ثم أعادَ الدكتورُ
الحثَّ على دراسةِ سيرةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وتدريسَها للطُّلاَِّب.
وهذا متحقّقٌ - وللهِ الحمد - فالمسلمونَ يَدرُسون سيرةَ نبيِّهم ويُدَرِّسُونها
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد