لأولادِهم في
المدارِسِ وتُقرَأُ على العُمومِ في المساجدِ وفي وسائلِ الإعلامِ المُختلفَة،
والدكتورُ يريدُ تقليصَ ذلك وتخصيصَه باليومِ الذي يزعُمُ أنه يومُ المولدِ، «ثمَّ
إنَّ الدكتورَ أنطَقَه اللهُ بالحقِّ» فقال: «إنَّه رسولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم القدوةُ والأسوةُ والخُلقُ العظيمُ أكرَمَنا اللهُ به وجعلنا من أُمَّتِه،
وأَمرَنا باتِّبَاعِه والاقتداءِ به ومحبَّتِه، وهذه ذكرى عَطِرَةٌ تمُّر بنا يومَ
مولدِه».
ونقولُ له: ما دامَ أنَّ
الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم قدوتُنا وأمَرَنا اللهُ باتِّباعِه فهل كانَ صلى
الله عليه وسلم يُحيِي هذه المُناسبَةَ كلَّ عامٍ في يومٍ مُعَيَّنٍ حتى نَقتدِيَ
به في ذلك. الجواب: لا، بل تَرَكَ ذلك وما تَرَكه تَرَكْناه، ونهانا عنِ
البِدَعِ وما نهانا عنه ننتهي عنه، ومن ذلك بدعةُ إحياءِ المولدِ، وما ذكرهُ
الدكتور من أنَّه صلى الله عليه وسلم كانَ يفرَحُ بيومِ مولدِه ويحتفِي به ويهتمُّ
بِه. نقولُ له: أينَ الدَّليلُ على ذلك؟
واستدلالُ الدكتورِ
بأنَّه صلى الله عليه وسلم كان يصومُ يومَ الاثنين ويقولُ: «ذَلِكَ يَوْمٌ
ولِدْتُ فِيهِ» ([1]).
فنقولُ له: أوَّلاً: الرَّسولُ
لمْ يحتفِلْ بيومِ مولدِه، وإنَّما صامَه فقط فالصيامُ فيه سُنَّةٌ؛ لأنَّ الرسولَ
صلى الله عليه وسلم فعَلَه والاحتفالُ فيه بدْعةٌ؛ لأنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه
وسلم تَرَكَه.
ونقولُ ثانيًا: صيامُه صلى الله
عليه وسلم يومَ الاثنين ليسَ لأنَّه وُلِدَ فيهِ فَقط؛ وإنَّما لأنَّه أيضًا
تُعْرَضَ فيهِ أعمالُ العبادِ على اللهِ وهو صلى الله عليه وسلم يُحبُّ أن يُعَرَض
عملُه على اللهِ وهو صائمٌ كما صحَّ ذلك عنه. كما أنَّه صلى الله عليه وسلم كان
يصومُ يومَ الخميسِ منْ أجلِ ذلكَ.
ثم قال الدكتورُ: «ومنْ هُنا فإنَّ منْ واجبِنا ونحنُ نحتفِي بسنَّتِه ونتَّبعُ سيرَتَه أنْ نقتدِيَ به ونفعلَ كما فَعَلَ»، نقولُ له: أحسنتَ وهذا هو بَيْتُ
([1])أخرجه: مسلم رقم (1162).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد