القَصيدِ، فهل من
الاقتداءِ بِه يكون بِفِعلِ مِثْلِ ما يَفعَلُ أم بإحداثُ شيْءٍ لْم يفعلْه ولمْ
يأمرْ بهِ، إنَّ هذا يُعَدُّ مُخالفةً للاقتداءِ بهِ صلى الله عليه وسلم وابتداعًا
في دينِه.
وأقولُ: يا دكتورُ -
وفَّقَكَ اللهُ - إنَّ الإشادةَ بالرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وأخلاقِه وأعمالِه
الجليلةِ تكونُ بما شَرَعه اللهُ في حقِّهِ حيثُ رفَعَ له ذِكْرَه وجعَلَ
الذِّلَّةَ والصَّغارَ على مَنْ خَالَفَ أمْرِه، فجَعَل ذِكْرَ الرَّسولِ صلى الله
عليه وسلم يُرْفَعُ معَ ذِكْرِه في الأذانِ والإقامةِ في اليومِ والليلةِ خمسَ
مراتٍ، وفي التَّشَهَّدِ في الصَّلاةِ، بل جَعَل اللهُ سبحانَه الدُّخولَ في
الإسلامِ بالنُّطْقِ بالشَّهادَتَيْنِ: شهادةِ أن لا إله إلاَّ اللهُ وشهادةِ أنَّ
محمَّدًا رسولُ اللهِ، وكلُّ ما عَمِله المسلِمُ منْ عملٍ صالحٍ فإنَّ للرَّسولِ
صلى الله عليه وسلم مثْلُ أجرِ العاملِ؛ لأنَّه هو الَّذي دلَّه على ذَلكَ.
ثُمَّ ختَمَ
الدكتورُ مقالَه فقالَ: «وفي الخِتامِ لابدَّ أن نُؤّكِّدَ أنَّ الحُبَّ
الحَقيقيَّ لسيِّدِنا محمِّدٍ صلى الله عليه وسلم إنَّما يبدأُ باتِّباعِ سُنَّتِه
والسيرِ على هواهُ وجعلِه القدوةَ والأسوةَ في كلِّ أعمالِنا».
ونقولُ له: صدقْتَ. ولكن هلْ
منَ اتِّبَاعِه والاقتداءِ به إحداثُ شيْءٍ في حقِّهِ لمْ يُشَرِّعْه لنا مِثْلَ
إحداثِ الاحتفالِ بمناسبةِ المَوْلدِ هل هذا من سنَّتِه؟
اللهمَّ وفِّقْنا
والدكتور محمدَ وجميعَ المسلمينَ للعملِ بسنَّةِ نبيِّك وتَرْكِ ما يُخالِفُها
إنَّك سميعٌ مجيبُ الدعاءِ.
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
12/3/1428 هـ
*****
الصفحة 4 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد