ما تفوَّه به بابا
الفاتيكان
تمتلئُ الصحفُ هذه
الأيامِ ووسائلُ الإعلامِ الأخرى بما تفوَّه به بابا الفاتيكان من سَبٍّ للإسلامِ
وللرسولِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي صدَر من البابا في الحقيقيةِ ليس
بغريب، وقد سجَّلَ القرآنُ على سلفِه من اليهودِ والنصارى الشيءَ الكثيرَ في حقِّ
اللهِ ورسلِه، وقد رَدَّ اللهُ عليهم في آياتٍ كثيرةٍ من القرآن، فالأمرُ ليس
جديدًا وإنَّما هو تكرارٌ لما سبقَ منهم، وفي هذا رَدٌّ على الذين مَنا يُحسنون
بهم الظنَّ ويطلبون من المسلمين أن يتنازلوا عن شيءٍ مِمَّا شَرَعَه اللهُ لنا في
حقِّهم من الحَذرِ منهم وعدمِ موالاتِهم بالمحبةِ والنُصرةِ والتقاربِ معهم على
حسابِ دينِنا أو تغييرِ مناهجِ الدراسةِ عندنا نزولاً على رغبتِهم أو تجاوبًا مع
طلبِهم، وكلُّ هذا لا يُرضِيهم عنَّا لو فعَلناه كما قالَ تعالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ
ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120]، ﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا
أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ﴾ [البقرة: 135] وكيفَ يتقارَبُ أهلُ دينٍ يقولون: لا إله
إلاَّ الله مع أهلِ دينٍ يقولون: إنَّ اللهَ ثالثُ ثلاثة؟ هذا مستحيل.
وإنَّنا نسمعُ الآن
ونقرأُ ما يصدُر من بعضِ المسلمين من طلبِ الاعتذارِ من البابا وهذا لا يكفي؛
لأنَّه ولو اعتذرَ بلسانِه فلن يزولَ ما في عقيدتِه وقلبِه، كما قال تعالى: ﴿يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ
وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ﴾ [التوبة: 8]، ﴿يَقُولُونَ
بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: 167].
ولا يمنعُ هذا أنْ نتعاملَ معهم بالصُّلحِ والمُعاهداتِ والتِّجاراتِ والاستفادةِ
من خبراتِهم من غيرِ محبةٍ لهم أو مداهنةٍ لهم على حسابِ دينِنا، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد