الشيخُ الفَوزان
يُعقِّب على الكاتبِ أبي السَّمح ليس في علماءِ السُّنةِ مُتشَدِّدون
قرأتُ في جريدةِ
الحياةِ عدد الثلاثاء 20/ 5/ 1428هـ للكاتبِ عبدِ اللهِ بنِ الشيخِ الجليلِ داعيةِ
التوحيد: عبد الظاهر أبي السَّمح إمامِ وخطيبِ المسجدِ الحرامِ رحمه الله وأصلَحَ
عقِبه قرأتُ في الجريدةِ المذكورةِ مقابلةً أجريتُها مع الكاتبِ المذكورِ تحتَ
عُنوان: «العملُ الصَّحافي في بلادِنا غيرُ آمن»، مشكلةُ صحافتِنا ليستِ الخطوطُ
الحُمر بل انتقاداتُ المتشددين - يعني تعقيباتِ المشايخ على أخطاءِ الكُتَّابِ
سمَّى المشايخَ الذين يُبينُون الخطأَ وينصحون الكُتَّابَ عملاً بقولِ الرسولِ صلى
الله عليه وسلم «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» ([1]) سمَّاهم مُتشدِّدين
مع أنَّهم ناصحون - وإذا جاز للكاتبِ أن يُسمِّي هؤلاء متشددين جاز للمشايخِ أن
يُسمُّوا هؤلاء الكُتَّابَ مُتسَاهلين. والتساهلُ المفرِطُ شرٌّ من التَّشدُّد،
لكنهم يترفعون عن التَّنابُزِ بالألقاب. وإذا كان عبدُ اللهِ أبو السَّمح وزملاؤُه
الكُتابُ يدَّعُون الحوارَ النزيه ويدْعُون إليه فأين هذا الحوارُ من إسقاطِ
الخَصْم ووصفه بهذا الوصفِ القبيح؟
كان على الكاتبِ
عبدِ اللهِ أبي السَّمح أنْ يَرُدَّ على خصومِه بالحُجَّةِ المُقنِعة لا بالتجريحِ
اللاذِع: ﴿قُلۡ
هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [البقرة: 111].
قال الكاتب: «وهل عندَ أحدٍ شكٌّ في أنَّ مناهجَنا التعليميةَ تُشجِّعُ على التزَمُّتِ ومعاداةِ الآخرِ المختلفِ في الدِّين؟ وفي مناهجِنا التعليميةِ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد