حوارُنا مع مَن
يخالِفُنا في العقيدة
الحمدُ للهِ ربِّ
العالمين. والصَّلاةُ والسلامُ على محمدٍ خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه أجمعين،
وبعد:
فقد ظهرت في هذا
العصرِ ظاهرةُ الحوارِ بينَ الطَّوائِفِ المُختلفة، والحوارُ في ذاتِه مع
المُخالِف إذا كان القصْدُ منه بيانَ الحقِّ وَرَدَّ الباطلِ فهو مطلوبٌ ومشروعٌ،
قال تعالى: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ
وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ
بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64]، فندعوهم إلى التوحيد وهو عبادة الله وحده وترك عبادة ما
سواه، ولا يكفي الاعتراف بالربوبية فقط ثم بعد بيان الحق تطلب المباهلة من المخالف
المصرّ على الباطل وهي الدعوة باللعنة عليه، قال تعالى: ﴿فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ
فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا
وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ
ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ [آل عمران: 61].
وأمَّا إِنْ كانَ
القصْدُ في الحوارِ بيْنَنا وبينَ مَن يُخالِفُنا في العقيدةِ أنَّنا نَقْبَلُ
شيئًا مِن باطلِه أو أن نتنازلَ عن شيءٍ مِنَ الحَقِّ الذي نَحْنُ عليه فهذا
باطِلٌ؛ لأنه مُداهَنةٌ، قال تعالى: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ﴾ [القلم: 9]، وقال
تعالى: ﴿أَفَبِهَٰذَا
ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ﴾ [الواقعة: 81]، لكن لا مانِعَ أن نتعاملَ مع المُخالف
في العقيدة بالعدل في حُدود المصالحِ الدُّنْيَوِيَّة، وأن نحسن إلى من لم يسيء
إلينا منهم كما قال تعالى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي
ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ
إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد