يا مَن تَدْعونَ إلى
مُوادَّةِ الكفَّارِ
أفيقُوا منْ
غَفْلَتِكم
الحمدُ للهِ ربِّ
العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين،
وبعد:
فإنَّ اللهَ حذَّرنا
في كتابِه المُبينِ من مُوالاةِ الكافرينَ ومُوادَّتِهم فقالَ تعَالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا
يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ
إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ﴾ [المجادلة: 22]. وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي
وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ
بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ﴾ [الممتحنة: 1]. وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ
وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [المائدة: 51].
وبِناءً على هذهِ
الآياتِ وغيرِها عَقَدَ العلماءُ بابًا في كتُبِ العقائدِ يُسمُّونه بابَ الوَلاءِ
للمؤمنينَ والبَراءِ من الكافرينَ، ولكنْ وُجِدَ منْ بينِ أظْهُرِنا في الآونةِ
الأخيرةِ مَن يُنادِي بِحذْفِ هذا البابِ من كتبِ العقائدِ المقرَّرةِ في المدارسِ
إرضاءً للكفَّارِ، وقالوا: هذا البابُ يزرعُ الغُلُوَّ والتَّطرُّفَ في الطُّلابِ
وكُرْهَ الآخَرِ احتجاجًا بما يحصُلُ من بعضِ المُتطرِّفينَ الجُهَّالِ منِ
اعتداءٍ على المُعاهَدينَ والمُستأمِنينَ والمسالمين منَ الكفَّارِ، ولمْ يعلموا
أنَّ دينَنا يُحَرِّمُ هذا التَّصرُّفَ ويَأمُرُ بالوفاءِ بالعُهودِ ويُحرِّمُ
دماءَ هؤلاءِ وأموالَهم ويأمُرُ ببِرِّ الَّذين لمْ يُقاتِلونا في الدِّينِ ولمْ
يُخرِجونا من ديارِنا، فلا يَحْمِلْنا بُغْضُنا لهم على الاعتداءِ عليهم. قال
تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد