×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

ما يجِبُ علينا نحوَ الأحداثِ المُروِّعة

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ بنِ عبدِ الله، وعلى آلِه وصحبِه ومن وَالاَه.

تُلِمُّ بالمسلمين في الوقتِ الحاضرِ أحداثٌ مُروِّعةٌ من تَسَلُّطِ الأعداءِ عليهم من كلِّ جانب، حربٌ في أفغانستان، حربٌ في العِراق، حربٌ في فلسطين، حربٌ في لبنان، والذي نسمعُه ونقرؤُه من خطبائِنا وكتَّابِنا كلُّه صبٌّ للوم على الأعداءِ وتجريمِ أفعالِهم وشكاية لهم، وهذه الأمورُ لا شكَّ فيها، ولكن هل يرتدعُ العدوُّ الكافرُ بهذه الصَّيحات، الكفارُ من قديمِ الزمانِ يريدون محوَ الإسلامِ من الوجود، كما قالَ تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ [البقرة: 217]، ولكن الشأنَ ماذا أعدَّ المسلمون لمقابلتِهم وصدِّ عدوانِهم، إنَّه يجِبُ عليهم:

أولاً: النظرُ في واقعِهم نحوَ دينِهم وتمسكِهم به، فإنَّ ما أصابَهم إنَّما هو بسببِ تفريطِهم في دينِهم. وفي الأثر: «إذا عصَاني من يعرفُني سَلَّطتُ عليه من لا يَعرفني»، وماذا حصَلَ لبني إسرائيلَ عندما تخَلوا عن دينِهم وأفسدوا في الأرض؟ سلَّطَ اللهُ عليهم كفارَ المجوسِ فجاسوا خلالَ الديارِ كما ذكرَ اللهُ ذلك في أولِ سورةِ الإسراء، وتوعَّدَهم اللهُ أنَّهم إنْ عادُوا لحالتِهم أعادَ اللهُ عليهم النقمة، فلا بُدَّ أنْ نراجِعَ واقعَنا ونُصلِحَ ما فسَدَ من أمرِنا نحوَ دينِنا، فسنَّةُ اللهِ لا تَتغير. وقد قالَ تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ [الرعد: 11].

ثانيًا: علينا أنْ نُعِدَّ العُدَّةَ التي نواجهُ بها عدوَّنا كما قالَ تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ


الشرح