حِجابُ المرأةِ
حِمايةٌ لها ولا يُسبِّبُ مُشكلة
الحمدُ لله رب
العالمين. والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنَا محمد خاتَم النَّبِيِّين وعلى آله
وصَحْبِه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، وبعدُ:
فقد كثُرَ الضَّجِيج
والعويل مِن قِبَلِ أُنَاسٍ لا نَدْرِي ما قصْدُهم حولَ حِجاب المرأةِ المُسلمة،
وكأنه مُشكِلة العصر، وكأنّهُ العائق للمُجتمع من الرُّقِيِّ والتقدُّم في حِين
أنَّ الحجابَ سببٌ لحمايةِ المرأة وحماية الرَّجُلِ مِنَ الفِتْنَةِ، فهو دِعامة
مِن دِعامات بِناء المُجتمع المسلم، على النَّزاهةِ والعِفَّةِ؛ ولذا فإنَّ الذين
ترَكَتْ نساؤُهم الحجابَ تأثًّرًا بالدِّعايات المُضلِّلَةِ أصبَحُوا الآنَ
يعودونَ إليهِ، وليسَ في الحجابِ مُشْكِلَةٌ كما يقولونَ بل هو صِيانةٌ
لِحُرِّيَّتِها مِن عبَثِ العابِثين، وإذا كانَ الذين يُنادون بخلْعِ الحجابِ
يرَوْنَ أنَّهُ عائِقٌ لعمَلِ المرأةِ فإِنَّنا نُجِيبهُم من عِدَّةِ وُجوه:
أولاً: أنَّ غالِبَ عملِ
المرأةِ في بيتِها، وهذا لا يحتاجُ إلى حجابٍ، قال الشاعرُ:
في دورِهن شُؤونهن كثيرة *** كشؤون رَبِّ السَّيفِ والمِزْراقِ
ثانيًا: لم يكُنِ الحجابُ
في جميع العصور عائقًا لعملِ المرأةِ، فما زالتِ المرأةُ مُنذ فُرِضَ عليها
الحجابُ تُؤدِّي عملَها اللائِقَ بها على خيرِ وَجْهٍ، ولم يكُنِ الحجابُ عائقًا
لها عن العملِ.
ثالثًا: عملها يكون في
مُحيط النِّساء، وهذا لا يحتاجُ إلى حِجاب، وأمَّا عملُها إلى جانبِ الرِّجال؛
فتختلِطُ بهم، فهذا لا يجوزُ شرْعًا، وليس المجتمعُ بحاجة إليه؛ لأنَّ الكفاءاتِ
الرجالية أكثرُ مِن الكفاءاتِ النِّسائِيَّة، وهم بحاجة إلى العملِ الوظِيفِيّ
أكثرَ من حاجة المرأة.
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد