×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

كُتُب أئمَّةِ الدَّعوة مَحلُّ الثِّقَة

وإن لم تكُنْ مَعصومةً

الحمدُ لله ربِّ العالمين. والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنَا محمد خاتَمِ النَّبِيِّينَ وعلى آله وأصحابِه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّينِ، وبعدُ:

فإنَّ الله مَنّ على هذه البلاد السُّعوديَّةِ خصوصًا وعلى بلادِ المسلمين عُمومًا بظهورِ دعوة الشَّيخ الإمام المُجَدِّد محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله إلى التوحيدِ والتمسُّك بالسُّنَّة والنَّهي عن الشِّرْك والبِدَع والتقليدِ الأعمَى. فقامت على دعوتهِ دولةٌ إسلامِيَّةٌ كتبَ اللهُ لها الاستمرار مع ما تعرضَت له على يَدِ مُخالفِيها مِن أذًى ومُضايقات ومُحاولات للقضاءِ عليها؛ فبقِيتْ؛ لأنَّها دعوةُ حَقٍّ، والحقُّ يبْقَى، والباطلُ يذهبُ: ﴿فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ [الرعد: 17].

وقد توارثَ هذه الدّعوةَ والقيامَ بها أَئِمَّةٌ خلَفُوا الشَّيْخَ في الدِّفاعِ عنها ورَدِّ شُبُهاتِ خصومِها في كُتُبٍ ورسائِلَ وفتاوَى، وقد جُمِعَتْ هذه الفتاوى والرسائلُ في مجموعةٍ تُسَمَّى بـ «الدُّرَرِ السُّنِّيَّةِ» وأعقبتْهَا مجموعاتٌ أخرى على نَمَطِها كفتاوَى الشَّيْخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، وفتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وفتاوى اللَّجْنةِ الدّائمة، وننتظِرُ صُدورَ فتاوى الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله، فكانت هذه المجموعات وبجانبها الكُتب التي ألَّفَها أئمةُ الدَّعوةِ في الرَّدِّ على شُبُهاتِ الخصوم كانت هذه وتلك رَصِيدًا عِلميًّا مُبارَكًا ومنارًا مُشِعًّا على طريقِ الحقِّ، وصارت محلَّ الثِّقَة بينَ الخاصِّ والعامِّ؛ لأنها إنتاجُ جهودٍ عِلْميَّةٍ مِن أئمَّة فُضَلاء، وقد تداولها العلماءُ بالدِّراسة والتَّدريسِ والرُّجوعِ إليها عند


الشرح