احذَرُوا مجالِسَ السُّوء
الحمدُ للهِ رب
العالمين. والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبِيِّنَا محمد خاتَمِ النَّبِيِّين وعلى آله
وأصحابه، أجمعين، وبعدُ:
فقد قالَ النبيُّ
صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَجَلِيسِ السَّوْءِ،
كَبَائِعِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَبَائِعُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ
يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا
طَيِّبَةً»، فهذا مثلُ الجليسِ الصَّالح، «وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ
يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً»([1]) فهذا مَثَلُ جليس
السُّوء.
والله تعالى يقول: ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ
يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ
غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ
مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنعام: 68].
وإِنَّنا أيُّها
الإخْوانُ في هذا الزَّمانِ في وقتِ فِتَن وشُرُورٍ، وغالِبُ المجالسِ تشتَغِلُ
بالغِيبَةِ والنَّمِيمة والوقِيعة في أعراضِ العُلَماء وأعراضِ وُلاة الأمورِ
لأجلِ إثارةِ الفِتْنَةِ وتَفْرِيق الكَلِمة وسُوء الظَّنِّ بالعُلماء وإسقاطِ
مكانَتِهم عندَ النَّاسِ، كما أنَّ هناك أفكارًا خبيثةً تُرَوَّجُ في هذه المجالسِ
لإفسادِ عقيدةِ المُسلمين وتَرْوِيج الأفكار الهَدَّامة والعقائدِ الباطِلة
والآراءِ المُضَلِّلَة بحُجَّةِ الحِوار وقَبول الرَّأي الآخَر بدلاً مِن قَبُول
الحقِّ ورَفْض الباطِل.
وهناك دعوةٌ لِتَسميمِ أفكارِ الشَّبابِ ضِدَّ آبائِهم ومُجتمعِهم وَوُلاة أمورِهم، ودعوةٌ إلى الإفسادِ الذي يُسمُّونَه الجهادَ يتمَثَّلُ باستباحةِ دِماء
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد