المسلمين
والمُعَاهَدِين والمُسْتَأْمَنِين وتخريبِ المَباني والمساكن والمُمْتَلَكات
بالتَّفْجِيرات المُدمِّرَة والإرهاب المُرَوِّع، فعليكُمْ أيُّها المسلمون
الحذَرَ مِن هذهِ المجالس المُسْتَخْفِية والتجمُّعات المَشْبُوهة والرِّحْلات
المَجهولة، وحافِظُوا على أولادِكم مِن دُعاة الفِتْنَة الذين يندَسُّون فيما
بيْنَهم، ويجتمِعُون بهم، ويُلَقِّنُونَهم تلك الأفكارَ، ثم ينْعَزِلُ عنكم
أبناؤُكم، وتَفْقِدُونَهم إلى أن يُعْلَنَ عنهم بعدَ القبضِ عليهم أو قَتْلِهم بعد
قيامِهم بالتخريبِ والعُدْوان على النَّاس، أو بعد إِيداعِهم في السُّجُون.
فاحذروا دُعاةَ
الفِتنةِ الذين أخبرَ عنهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ووصفَهُم بأنَّهُم دُعاةٌ
على أبوابِ جهَنَّم، مَن أطاعَهُم قذفوه فيها، وقالَ: «هُمْ قَوْمٌ مِنْ
جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا»([1]). نعَمْ إِنَّهُم
يتَكلَّمُونَ باسْمِ العِلْمِ، ويستَتِرُونَ بِلباس التدَيُّنِ - خِداعًا ومَكْرًا
- غُلُوًّا وإفراطًا، ويُجَهِّلُونَ غيرَهم أو يَصِفُونَهم بالمُداهنة والجَرْي
وراءَ المناصبِ والمكاسبِ الدُّنْيَوِيَّة، أو يَصِفُونَهُم بالجُبْنِ
والتَّخَلُّفِ عنِ الجهادِ، إلى غيرِ ذلك من الاتِّهامَاتِ الباطِلَةِ، فكيفَ
تغْفُلُون أيُّها المسلمونَ عن هؤلاءِ، وتَتهاوَنُونَ بِشأنِهم، وتَترُكوا
أولادَكم بأيديهم؟ يقودُونَهم إلى هلاكِهم وهلاككم وهلاك المُجتمع، يقول الشاعر:
أرَى خَللَ الرَّماد
وَمِيضَ نارٍ *** ويُوشِكُ أن يكونَ لها ضِرامُ
فإن لم يَسْعَ
لإطفائِها عُقلاءُ قَوْمٍ *** فسوفَ يكونُ وقودَها جُثَثٌ وهامُ
فإن النارَ بالعُودَين تُذْكَى *** وإنَّ الحربَ أوَّلُها كلامُ
([1])أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد