حقوقُ الإنسانِ
مشجبٌ تُعَلَّقُ عليه المَطامعُ
الحمدُ للهِ،
والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه ومَنْ وَالاَهُ،
وبعدُ:
فقدْ كثُرَ في
الآْوِنةِ الأَخيرةِ الكلامُ عنْ حقوقِ الإنسانِ، وكأنَّ الإسْلامَ قد تَناسى حقوقَ
هذا الإنسانِ حتَّى جاءَ الغَرْبُ الكافرُ فنادى بها، وهو يُريدُ بالإنسانِ مَن
يحتمي بِه ويلجأُ إليهِ ويَذِلُّ لهُ، ومَن لَم يكنْ كذلكَ فَليس بإنسانٍ في
عُرْفِ الغَرْبِ كإنسانِ فلسطينَ وإنسانِ العراقِ وإنسانِ أفغانستانَ الَّذينَ
تُدَكّ عليهم بُيوتُهم ويُشَرَّدونَ مِن دِيَارِهم وَتُنْهَبُ ثَرَواتُهم.
إنَّ الإِسلامَ قدْ
كرَّمَ الإنسانَ وحَمَى حُقُوقَه مُنذُ أَكثَرَ مِنْ أَربعةِ عَشَرَ قَرْنًا حينما
نادى بها الرَّسولَ في خُطْبتِه في حَجَّةِ الوَداعِ، فحُقُوقُه محفوظةٌ منذ كانَ
جَنينًا في بَطْنِ أمه إلى أن يستكمِلَ أَجلَه، قالَ اللهُ تَعَالى: ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ
ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ
ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا﴾ [الإسراء: 70].
لقد حَمَى الإسلامُ
حقوقَ هذا الإنسانِ وشَرَّعَ العُقوباتِ الرَّادعةَ على منِ اعتَدى عليها، فحَمَى
حياتَه بالقِصاصِ منَ القَتَلةِ الَّذين يقتلون النَّاس عَمْدًا وعُدوانًا، وحَمَى
عقْلَ الإِْنسَانِ بجَلْدِ السَّكْرانِ، وبالعقوبةِ الشَّديدَةِ على مَنْ يَتَعاطى
المُخَدِّراتِ أو يُرَوِّجُها، وحمى عِرْضَ الإِنسانِ بجَلْدِ الْقَاذِفِ ثمانينَ
جَلْدةً وعَدَمِ قَبولِ شَهادَتِه والحُكْمِ عليه بالفِسْقِ حتى يتوبَ، وحَمَى
النَّسْلَ بجَلدِ الزَّاني الْبِكْر ورَجْمِ الزَّاني المُحْصنِ، وحمى مالَ
الإنسانِ منَ السَّرقةِ بِقَطْعِ يدِ السَّارقِ، وحَمَى الأمنَ بقَتْلِ قطّاعِ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد