×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

الطُّرقِ وصَلْبِهم، أو قَطْعِ أيديهِم وأَرجُلِهم منْ خِلافٍ، أو نَفْيِهم منَ الأرضِ، وحمى الأمْنَ بقِتالِ البُغاةِ والخَوارجِ، وحمى الإمامَ والوِلايَةَ العَامَّةَ بقتلِ مَنْ يريدُ شَقَّ عَصا الطَّاعةِ وتَفريقِ الكلمةِ.

وحرَّمَ الإسلامُ الرَّأْفةَ بالجُناةِ أو إِيواءَهم أو الشَّفاعَةَ لإِسقاطِ العقوبةَ عنهم ولَعْنِ مَن فَعَلَ ذلكَ، بينما الغَربُ الكافرُ يحمي الجُناةَ ويَحِنُّ عليهم ويَعتَبرُ مُعاقَبَتَهم انتهاكًا لِحُقوقِ الإنسانِ وقَسْوةٍ ووحشيَّةٍ، فهو يرحَمُ الجاني الظَّالمَ ولا يَرحَمُ المَجْني عليه المظلومَ ولا يَحمي حقَّه، فأينَ هي حُقوقُ الإنسانِ الَّتي يُنَادي بها.

ثم لا ننسى أنَّ اللهَ سُبحانَه كما جَعَل للإنسانِ حقوقًا يَجبُ احتِرامُها وحمايَتُها، فقدْ أوجَبَ على الإنسانِ حقوقًا يجبُ عليه أَدَاؤُها ومُرَاعاتُها، أَوُّلُها حقُّ اللهِ سُبحانَه ثمَّ حقُّ الوالدَيْنِ والأَْقاربِ والْيَتامَى والمَساكينِ والجيرانِ والصَّاحبِ بالجَنْبِ ومِلْكِ اليَمينِ وحتى البهائمِ عندَ ذَبْحِها، فَدَخَلتِ النَّارَ امْرأةٌ في هِرَّةٍ حَبسَتْها حتى ماتَتْ، ودخَلَتِ الْجَنَّةَ امرأةٌ سَقَتْ كَلبًا.

فهلْ كَانَ الإِسلامُ قد أَغْفَلَ حُقوقَ الإِنسانِ حتى جاءَ الغَربُ الكافرُ يُنَادي بها وهو الَّذِي يَعتَدي عليها وينتَهُكُها جِهارًا وعَلانيةً.

اللهم أرِنا الحَقَّ حقًا وارْزقنا اتَّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزقْنا اجْتِنَابَه.

وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِهِ وصحبِه.

*****


الشرح