التفْرِقةُ بينَ
الدِّينِ والإسلامِ تَفْرِقةٌ فاسِدةٌ
تعقيبًا على ما
نُشِرَ تحتَ عُنوان «إخفاقٌ داخلِيٌّ» للدكتور محمد بشير حدّاد وما تضمنه مِن
إجابةٍ على تساؤلاتٍ حول القناة الإسلامِيّة، فهذه الإجابة التي بِعُنوان «إِخْفاق
داخلِيّ» إجابة متناقضة؛ حيثُ فرَّقَ صاحِبُها بينَ الدِّين والإسلامِ، وهي
تَفْرِقةٌ فاسدةٌ؛ لأنَّهُ لا فَرْقَ بينَ الدِّين والإسلامِ، فالدِّينُ هو
الإسلامُ، والإسلامُ هو الدِّينُ.
قال تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ
دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19]،
وقال تعالى: ﴿وَمَن
يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ﴾ [آل عمران: 85].
والدِّينُ لا
يُمانِعُ مِن الأخذِ بما فيه نَفْعُ للمسلمينَ مِن العلُوم والصِّناعاتِ، قال
تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ
لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ﴾ [الأنفال: 60]،
وقال تعالى: ﴿لَيۡسَ
عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ [البقرة: 198] وذلكَ بالبَيْعِ والشِّراءِ والاتِّجار
في موْسِمِ الحجِّ وغيرِه، وقال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ
وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ﴾ [الجمعة: 10]، ويجبُ أن يُصَرَّحَ بما يَحِلُّ وما
يَحْرُمُ، ويُصَرَّح بالوَعْظِ والتَّذكِيرِ في القنَواتِ وغيرِها كما صرَّحَ بذلك
الكتابُ والسُّنَّة، فما جاء في هذه الإجابةِ غيرُ صحيحٍ، ولا يجوزُ نَشْرُه بينَ
الناسِ. واللهُ المُوَفِّقُ.
*****
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد