الولاءُ والبَراءُ
أوْثَقُ عُرَى الإيمانِ
الحمدُ لله.
والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسُولِ اللهِ نبيِّنا محمد ومَنْ وَالاهُ، وبعدُ:
فقد جاءَ في الأثرِ:
«مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ، وَأَبْغَضَ فِي اللَّه، وَوَالَى فِي اللَّه،
وَعَادَى فِي اللَّه، فَإنَّمَا تَنَاوَلَ ولاَيَة اللَّهِ بِذَلكَ» ([1]).
قال ابنُ عبَّاس رضي
الله عنهما: «وَقَدْ صَارَت عَامَّةُ مُؤَاخَاة النَّاس عَلَى أَمْر
الدُّنْيَا، وَذَلكَ لاَ يُجْدي عَلَى أَهْلِهِ شَيْئًا» ([2]).
وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ﴾ [الممتحنة: 1]،
وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ قَدۡ
يَئِسُواْ مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلۡكُفَّارُ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡقُبُورِ﴾ [الممتحنة: 13]، والوَلايَةُ
مَعْناها: المَحَبَّةُ والنُّصْرَةُ، فقد أمرَ اللهُ بِمُعاداةِ الكُفَّارِ
وبُغْضِهِمْ؛ لأنَّ اللهَ يُبغِضُهم ويُعادِيهم. وبعضُ الكُتَّابِ اليومَ مِن
أبناءِ المُسلمين يستَنْكِرون هذا الأصْلَ، ويُطالِبُون بِحَذْفِه مِن
المُقرَّراتِ الدِّراسِيَّة، ويُسَمُّونَهُ كُرْهَ الآخَرِ، ويَدْعُونَ إلى
مَحبَّةِ الكَافِر، وهذا مُحادَّة للهِ ولرسولِه، وهل يستطيعون حذْفَ ذلك مِنَ
القُرآنِ الكريم؟.
إِنَّنِي أخشَى على هؤلاءِ أنْ يكُونُوا مِنَ الذين كرِهُوا ما أنزلَ الله فأحْبَطَ أعمالَهم، ومِن الذين قال اللهُ فيهم: ﴿وَلَوۡ كَانُواْ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلنَّبِيِّ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَا ٱتَّخَذُوهُمۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ﴾ [المائدة: 81]،
([1])أخرجه: الطبراني في الكبير رقم (13537).
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد