×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

﴿لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ [التوبة: 40]

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ خاتَمِ النبيين، وإمامِ المرسَلين وعلى آلِه وأصحابِه ومَن تَبِعه إلى يومِ الدِّين، ثم الصلاةُ والسلامُ على جميعِ الأنبياءِ والمرسلين، وبعد:

فمعلومٌ موقفُ الكفارِ من الرُّسلِ من عهدِ قومِ نوحٍ إلى يومِنا هذا وإلى أنْ تقومَ الساعة، وفي هذه الأيامِ ظهر ما كانوا يُضْمرونه وإن تظاهروا بالصَّداقةِ والتقاربِ مع المسلمين مُتمثِّلاً ذلك فيما أبدُوه نحوَ خاتمِ الأنبياءِ والمرسَلين وأفضلِ خلقِ اللهِ أجمعين: نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم من صُورٍ قبيحةٍ ومقالاتٍ هزيلةٍ شنيعةٍ تُمثِّل بعضَ الرصيدِ الذي تُكنُّه صدُورُهم من الحِقدِ والغِلِّ على الرسلِ وأتباعِهم، إنَّهم قد سَبُّوا اللهَ من قبل فالمشركون جعلوا له أندادًا ساوُوهم به، واليهودُ قالوا: ﴿يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ [المائدة: 64]، وقال قائلهم: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ [آل عمران: 181]، وقالوا لموسى: ﴿فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ [المائدة: 24]، والنصارى قالوا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ [المائدة: 17]، ﴿ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ [المائدة: 73]، ﴿ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ [التوبة: 30]، واليهود قتلوا الأنبياء: ﴿قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ [البقرة: 91]، ﴿فَلِمَ قَتَلۡتُمُوهُمۡ [آل عمران: 183]، ﴿أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ [البقرة: 87]، وكفروا بعيسى ومحمدٍ عليهما الصلاةُ والسلام، فماذا ينتظرُ منهم بعد ذلك؟ إن ما فعله البلجيكيون ومن شارَكَهم أو أيَّدَهم في هذه الأيامِ في حقِّ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ما هو إلاَّ قليلٌ من كثير [آل عمران: 118]، ولعلَّ فيما حصَل، مصالح للمسلمين كثيرة، ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ [البقرة: 216] ومن ذلك:


الشرح