×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

أولاً: أنَّ المسلمين التفُّوا حولَ نبيِّهم وعرَفوا عدُوَّهم فلا ينخدعون بمراوغاتِه.

ثانيًا: أنَّ من كانوا يدعون إلى التقاربِ مع الكفارِ وإظهارِ الصداقةِ والتسامحِ مع الكفارِ على حسابِ الدِّينِ كما يُسمُّونه تبَيَّنَ لهم الآن غلطُهم فلعلَّهم يرجعون، حتى لقد قال بعضُهم بصريحِ العبارة: إنَّ أهلَ الكتابِ الآن باقون على إيمانِهم وأنَّهم إخوانٌ لنا في الدِّين، مع أنَّ اللهَ سبحانه قد ذكَر أنَّ من قالَ ذلك فحكمُه حكمُهم، قال تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ [الحشر: 11] الآية، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: 51].

ثالثًا: لعلَّ ما حصلَ من استنكارِ المسلمين لهذا الحدثِ يكونُ سببًا لرجوعِ المبتدعةِ منهم إلى سُنَّةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم عملاً بقول الله تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21]، وقوله تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7]، وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).وَفَّق اللهُ المسلمين لمَا فيه صلاحُهم وصلاحُ الإسلام.

وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

8/ 1/ 1427هـ

*****


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).