أولاً: أنَّ المسلمين
التفُّوا حولَ نبيِّهم وعرَفوا عدُوَّهم فلا ينخدعون بمراوغاتِه.
ثانيًا: أنَّ من كانوا
يدعون إلى التقاربِ مع الكفارِ وإظهارِ الصداقةِ والتسامحِ مع الكفارِ على حسابِ
الدِّينِ كما يُسمُّونه تبَيَّنَ لهم الآن غلطُهم فلعلَّهم يرجعون، حتى لقد قال
بعضُهم بصريحِ العبارة: إنَّ أهلَ الكتابِ الآن باقون على إيمانِهم وأنَّهم إخوانٌ
لنا في الدِّين، مع أنَّ اللهَ سبحانه قد ذكَر أنَّ من قالَ ذلك فحكمُه حكمُهم،
قال تعالى: ﴿أَلَمۡ
تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ﴾ [الحشر: 11] الآية،
وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ
بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [المائدة: 51].
ثالثًا: لعلَّ ما حصلَ من
استنكارِ المسلمين لهذا الحدثِ يكونُ سببًا لرجوعِ المبتدعةِ منهم إلى سُنَّةِ
الرسولِ صلى الله عليه وسلم عملاً بقول الله تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21]،
وقوله تعالى: ﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7]، وقول
النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا
فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).وَفَّق اللهُ
المسلمين لمَا فيه صلاحُهم وصلاحُ الإسلام.
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
8/ 1/ 1427هـ
*****
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد