الأُمَّةُ تَتَّبِعُ
سُنَّةَ نبِيِّها
الحمدُ لله.
والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنَا محمد ومَنِ اتَّبَعَ هُداهُ، وبعدُ:
فقد اطَّلعتُ على
حديثٍ منسوبٍ للحبيب علي الجفري تحت عُنوان: «نحنُ أُمَّةٌ أكبَرُ مِن أن تخْتلِفَ
على زيارة نبيِّهَا في مسْجِدِهِ» وذلك في جريدة المدينة، عدد الجمعة 21 شوال
1425هـ، والحديث يدورُ حول زيارةِ قبْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم والسَّفَرِ
مِن أجلِ ذلك، وقدْ جاءَ في هذا الحديثِ مغالطاتٌ لا بُدَّ مِن كشفِها والرَّدِ
عليها، منها:
1- قولُه: «نحنُ
أُمَّةٌ أكبَرُ مِن أن تخْتَلِفَ على زيارةِ قبْرِ نَبِيِّها».
ونقولُ له: لم يخالِفْ أحدٌ -
وللهِ الحمدُ - في مشروعيَّةِ زيارة قبْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِمن زارَ
المسجِدَ النبوِيَّ للصلاةِ فيه؛ لأنَّ الصَّلاةَ فيه تعْدِلُ ألفَ صلاةٍ فيما
سِواه من المساجد إلاَّ المسجدَ الحرام، وزيارةُ القبر تَدخُلُ تبعًا لزيارة
المسجد.
2- قوله: «زيارة نبيِّها في مَسْجِده»، فيه خلْطٌ بين زيارةِ المسجدِ وزيارة القبرِ يوهِمُ أنَّ السَّفَرَ لأجل زيارةِ القبرِ لا لأجلِ المسجدِ، وهذا قد نهَى عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولهِ: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ» ([1]) ، فالسَّفرُ إِنَّما هو للصلاةِ في المسجدِ النبوِيِّ، وتدخلُ زيارةُ قَبْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم تبعًا كما نصَّ على ذلك أهلُ العِلْمِ، فلا يُسَافر لأجلِ زيارةِ القبرِ؛ لأنَّها لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلاَّ إلى ثلاثةِ مساجد.
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد