3- يقول
الجفريُّ: «إِنَّ المساجِدَ كثيرةٌ ومتعَدِّدةٌ في العالمِ، لكن لم يَكُنْ
لِمَسجدٍ هذه المِيزةُ والفضيلةُ مِثْل ما لهذا المسجدِ الذي ضَمَّ النبيَّ صلى
الله عليه وسلم ». وهذا معناه: أنه يرى أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مدفونٌ
في المسجدِ، وهذا تلبيسٌ وتضليلٌ؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنما دُفن في
حُجرةِ عائِشةَ رضي الله عنها، ولم يُدْفَنْ في المسجدِ، وكيف يُدْفَنُ في المسجد،
وهو صلى الله عليه وسلم في سياقِ الموت يُحَذِّرُ مِن بناء المساجدِ على القُبورِ،
ويَلْعَنُ مَن فعل ذلك سَدًّا لوسيلةِ الشِّرْكِ ومُخالفة لليهود والنَّصَارَى في
بنائِهم المساجد على قبور أنبيائِهم وصالحِيهم، وكانت الحجرةُ التي فيها قبْرُ
النبيِّ صلى الله عليه وسلم خارجةً عن المسجدِ في عهد الخلفاءِ الرَّاشِدين وعهدِ
مُعاوِيَةَ وعهدِ عبدِ الملكِ بنِ مَرْوانَ، حتى جاء الوليدُ بنُ عبدِ الملك،
وأراد توسعةَ المسجدِ؛ فأدخلَ فيه الحُجْرةَ التي فيها القبرُ مِن غيرِ مشورةِ
أهلِ العلمِ، وإنَّما هو رأي رآه، ونفَّذَهُ بِقُوَّةِ السُّلْطة، ولم يُوافِقْهُ
عليه أهلُ العلم.
4- استدلَّ الجفريُّ
بمقولةِ الشَّيخِ الشَّعراوِيّ والشَّيخ زايد في أنَّهُما لا يَزُورانِ المَسجِدَ
النبويّ إلاَّ مِن أجلِ القبرِ، يقولان: «إنَّ المساجدَ في الأرض كثيرةٌ فلا
نَقْصِدها، وإنَّمَا نقصِدُ القبرَ».
سُبحانَ اللهِ! هل يُلْغَى حديثُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ» ([1])؟! يعْنِي: لا يجوزُ السَّفَرُ لزيارةِ مكانٍ للعبادةِ فيه إلاَّ في هذه المساجدِ الثَّلاثةِ: المسجدِ الحرام، والمسجدِ النبويِّ، والمسجدِ الأقصى. هل تُلْغَى فضيلةُ المسجدِ النبوِيِّ، وتُجْعَلُ الفضيلةُ لزيارةِ القبرِ؟ هل هذا إلاَّ محادّة للرَّسُول صلى الله عليه وسلم ؟
([1])أخرجه: البخاري رقم (1189)، ومسلم رقم (1397).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد