×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

أهكذا يكونُ الحوار؟

قرأتُ بمزيدٍ من الاستغرابِ في جريدةِ الجزيرةِ الصادرةِ في يوم الأربعاء 7/ 6/ 1426هـ العدد (11976) مقالاً للكاتب: حمَّاد بنِ حامدٍ السَّالمي بعنوان: «كم آخر بيننا ينتظرُ الحوارَ قبلَ الآخر». يتهجَّمُ فيه على من يخالفُه الرأي في جوازِ تغييرِ لفظ: الكافر الواردُ في الكِتابِ والسُّنةِ إلى لفظ: الآخر. وأخذَ سامحه اللهُ يصِفُ المُخالِفَ له في هذا الرأي بأوصافٍ لا تَليقُ بالحوارِ الذي يدَّعيه ويدعو إليه. وسأذكُرُ لك أيُّها القارئُ الكريمُ مُقتَطَفاتٍ من كلامِه مع التعليقِ عليها.

1- يقولُ: «إنَّ في الحوارِ مع الآخرِ -ويقصد الكافر- دعمًا لمستقبلِ الإسلامِ نفسِه في هذه الدُّول، فهو مستقبَلٌ مرهونٌ بالسلامِ والمحبةِ واحترامِ الأنظمةِ والقوانين والحقوقِ والحرياتِ الشخصيةِ في المجتمعاتِ الغَربية».

ونقول: أولاً: الإسلامُ - وللهِ الحمد - عزيزٌ ماضيًا ومستقبلاً؛ لأنَّه مستمَدٌّ من كتابٍ عزيز، وهو القرآنُ يقولُ تعالى: ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ [فصلت: 42].

فليسَ بحاجةٍ إلى البَشَر، وإنَّما البشرُ جميعًا مُحتَاجون إليه، وعِزُّهم مرهونٌ بالإيمانِ به والتَّمسُّكِ به.

ثانيًا: مستقبلُ الإسلامِ ليس مرهونًا بالسلامِ والمحبةِ مع أعدائِه وإنَّما هو مرهونٌ بتطبيقِه على المنهجِ السليمِ والعملِ به على الوجهِ الصحيح.

ثالثًا: لا يجوزُ احترامُ الأنظمةِ والقوانين والحرياتِ الشخصيةِ في المجتمعاتِ مطلقًا - كما قُلْت - وإنَّما يُحترَم منها ما لا يخالِفُ الإسلام.


الشرح