×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

2- يقول: «يرسَى الحوارُ على قواعد: منها احترامُ الخَصْم والسماح بتعددِ الآراءِ وتنوعِ وِجهاتِ النظر».

ونقول: ليتكَ عاملْتَ مُخالفَك بمقْتضَى هذه القواعدِ ولم تُوجِّهْ إليه الكلماتُ النابيةُ مثل قولِك في مُخالفِك: «إنَّه يُصِرُّ على تكريسِ الخطابِ العَدَائي وسيادةِ الشعورِ بالكراهيةِ المتناهيةِ المتبادلةِ بينَ المجتمعِ السعودي والمجتمعاتِ الغَربية، ثم لا يكتفي هذا الموقفُ المُغَالي في التشددِ ضِد الآخر»، ونقولُ: أينَ هذا الكلامُ الجارحُ الذي وجَّهْته إلى مُخالفِك وأدبُ الحوارِ الذي تدَّعيه؟ ولماذا لا تحترِمُ رأيَ مخالفِك؟

3- يقولُ: «إلا أنَّ التنابذَ والتنابزَ بالألقابِ بالتصنيفِ المذهبي والفكري ما زالَ باسِطًا ظِلَّه على الساحة».

ونقولُ: انقسامُ الخلقِ إلى شَقِي وسعيدٍ ومسلمٍ وكافرٍ وسُنِّي ومُبتَدِع، سُنَّةٌ إلهيةٌ تجري في مقابلِ ما يختارُه الإنسانُ لنفسِه من منهجٍ سليمٍ أو منهجٍ مُنحَرِف. واللهُ تعَالى يقول: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥ مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ [القلم: 35، 36] ويقول: ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [ص: 28]. فحكمةُ اللهِ وعدلُه يمنعان التَّسويةَ بين هؤلاءِ وهؤلاءِ والمسلمُ يجِبُ عليه أنْ يُفرِّقَ بين هذا وهذا في الأحكامِ كما فرَّقَ اللهُ بينها.

4- يقول: «لسْنا مَعْنِيين خصوصًا في الحوارِ الوطني - بالتحولِ إلى دَعَويين ندخلُ هذا الآخر - يعني الكافر - غيرَ المسلمِ في الإسلامِ قبلَ التعاطي معه حوارًا أو تعاملاً».

ونقول: إدخالُ غيرُ المسلمِ في الإسلامِ لا نملكه نحن قال اللهُ لنبيِّه: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ [القصص: 56].


الشرح