2- يقول: «يرسَى
الحوارُ على قواعد: منها احترامُ الخَصْم والسماح بتعددِ الآراءِ وتنوعِ وِجهاتِ
النظر».
ونقول: ليتكَ عاملْتَ
مُخالفَك بمقْتضَى هذه القواعدِ ولم تُوجِّهْ إليه الكلماتُ النابيةُ مثل قولِك في
مُخالفِك: «إنَّه يُصِرُّ على تكريسِ الخطابِ العَدَائي وسيادةِ الشعورِ
بالكراهيةِ المتناهيةِ المتبادلةِ بينَ المجتمعِ السعودي والمجتمعاتِ الغَربية، ثم
لا يكتفي هذا الموقفُ المُغَالي في التشددِ ضِد الآخر»، ونقولُ: أينَ هذا
الكلامُ الجارحُ الذي وجَّهْته إلى مُخالفِك وأدبُ الحوارِ الذي تدَّعيه؟ ولماذا
لا تحترِمُ رأيَ مخالفِك؟
3- يقولُ: «إلا
أنَّ التنابذَ والتنابزَ بالألقابِ بالتصنيفِ المذهبي والفكري ما زالَ باسِطًا
ظِلَّه على الساحة».
ونقولُ: انقسامُ الخلقِ إلى
شَقِي وسعيدٍ ومسلمٍ وكافرٍ وسُنِّي ومُبتَدِع، سُنَّةٌ إلهيةٌ تجري في مقابلِ ما
يختارُه الإنسانُ لنفسِه من منهجٍ سليمٍ أو منهجٍ مُنحَرِف. واللهُ تعَالى يقول: ﴿أَفَنَجۡعَلُ
ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥ مَا
لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ﴾ [القلم: 35، 36] ويقول: ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ﴾ [ص: 28]. فحكمةُ
اللهِ وعدلُه يمنعان التَّسويةَ بين هؤلاءِ وهؤلاءِ والمسلمُ يجِبُ عليه أنْ
يُفرِّقَ بين هذا وهذا في الأحكامِ كما فرَّقَ اللهُ بينها.
4- يقول: «لسْنا
مَعْنِيين خصوصًا في الحوارِ الوطني - بالتحولِ إلى دَعَويين ندخلُ هذا الآخر -
يعني الكافر - غيرَ المسلمِ في الإسلامِ قبلَ التعاطي معه حوارًا أو تعاملاً».
ونقول: إدخالُ غيرُ
المسلمِ في الإسلامِ لا نملكه نحن قال اللهُ لنبيِّه: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن
يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [القصص: 56].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد