بادِروا اللغةَ
العربيةَ قبلَ انقراضِها
قرأتُ ما كتبَه
الشيخُ الأديبُ الكبير: عبدُ اللهِ بن إدريس - حفِظه الله - في جريدة الجزيرة يوم
الثلاثاء 7/ 4/ 1428هـ بعنوان: «القرار الصدمة» تعليقًا على قرارِ وزارةِ التربيةِ
والتعليمِ الذي يُجيزُ للمدارسِ الأهليةِ تدريسَ الموادِ الدراسيةِ فيها باللغةِ
الإنجليزية، أو أيِّ لغةٍ أجنبيةٍ باستثناءِ مادتي الدِّين واللغة العربية، وإنَّ
ما يُسبِّبه هذا القرارُ غير المُترَوِّي من حصارٍ للغةِ العربية، وإضعافٍ لها مما
يؤولُ إلى انقراضِها لا سِيَّما إذا نشأ أبناءُ العربِ والمسلمين على اللغاتِ
الأجنبية.
إن هذه الخطوةَ
الجريئةَ من وزارةِ التربيةِ والتعليمِ لهي مثارُ العَجَبِ من جهةٍ يُؤمَلُ فيها
أن تكونَ حارسةً وراعيةً للغةِ القرآنِ الكريمِ والسُّنةِ النبوية، وإذا انضافَ
إلى هذه الخُطوةِ انحسارُ تعليمِ اللغةِ العربيةِ في دُورِ العِلمِ وحِلَقِ
المساجدِ التي كانتِ المعْقِلَ الحَصينَ لهذه اللغةِ الكريمةِ التي كانتْ مَحَلَّ
اهتمامِ العلماءِ والمُرَبين في عصورِ الأُمةِ الإسلاميةِ إلى إبانِ الحملةِ
الفرنسيةِ على مصْرَ والتي نتَجَ عنها كثيرٌ من التغريبِ الذي شمَلَ اللغةَ
العربيةَ حتى رثَاها شاعرُ النيلِ حافظ إبراهيم بقصيدتِه المشهورة.
وامتدَّ هذا الغزوُ إلينا في بلادِنا متمثلاً بتشجيعِ اللغةِ العامِيَّةِ والشِّعرِ النبطي الذي صارَ له الآنَ صولةٌ وجولةٌ ومنتدَيَاتٌ وأُمسِيَّات، وأسوأ منه الشِّعر الحُر والشِّعر الحَدَاثي الذي لا تفرق بينه وبين الهذيان، إنني أضُمُّ صوتي إلى صوتِ الشيخِ الأديب: عبدِ اللهِ بنِ إدريس - حفِظَه الله - بالمُبادَرةِ إلى إنقاذِ اللغةِ العربيةِ التي هي الآنَ تحتَ الإنعاشِ،
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد