وهي اللغةُ التي
نزلَ بها القرآنُ الكريم: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ﴾ [الشعراء: 195]، ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ
قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾ [يوسف: 2]، واللغةُ التي
نطَقَ بها الرسولُ صلى الله عليه وسلم، وهي اللغةُ التي كُتِبتْ بها كتبُ التفسيرِ
وشُروحُ الحديثِ وكُتِبَ بها الفقه، وهي اللغة التي لا يمكن فهم القرآن والسنة
النبوية إلاَّ بواسطتها لأنهما نزلا بها، كيف ينشأ شباب الإسلام على لغة غيرها
تبعدهم عن كتاب الله وسنة رسوله؟
ولقد قال النبيُّ
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1])، وقد ذكَرَ
العلماءُ أنَّ مِن التَّشبُهِ بالكفارِ التخاطبَ بلغتِهم من غيرِ حاجة.
فالواجِبُ على
المسلمين عمومًا، وعلى وزارةِ التربيةِ والتعليمِ خصوصًا الاهتمامُ باللغةِ
العربيةِ وإحياؤُها والعملُ على بقائِها وتقويتِها، ومن أعظمِ مهَامِ الوزارةِ
الاهتمامُ بهذا الجانبِ العظيمِ والرجوعُ عن قرارِها الذي روَّع المسلمين.
وفَّق الله الجميعَ
للعلمِ النافعِ والعملِ الصالح.
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
8/ 4/ 1428هـ
*****
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114).
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد