سلبيات الْمصائفِ
ووُجوبِ إصْلاحِها
الحمدُ للهِ الَّذي
أَنعمَ علينا بنعمِهِ الظَّاهرةِ والباطِنةِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا
محمَّدٍ وعلى آلِهِ وأصْحابِه ومَنْ سَارَ على نَهْجِه وتَمَسّك بسنَّتِه، أمَّا
بعدُ:
فقدِ اعتادَ
النَّاسُ في هذهِ البلادِ أنَّهم في الْعُطْلةِ الصَّيْفيَّةِ يسافرونَ إلى
المَصائفِ طلبًا للجوِّ البَاردِ والمَناظرِ الجَميلةِ وتغييرِ المكانِ، فمنهم
مَنْ يُسافرُ إلى الحَرَمينِ الشَّريفيْنِ لزيارتِهما وأداءِ العُمرةِ والصَّلاةِ في
المَسْجدِ النَّبويِّ طلبًا للأجرِ ومُضاعفةِ الحسناتِ فيَجمعُ بين الحُسْنَييْنِ:
النُّزْهةِ والعِبادةِ. ومنهم مَنْ يُسافرُ إلى جَنوبِ المَمْلكةِ، ومنهم مَنْ
يُسافرُ إلى شِمالِها وشَرْقِها، وأخسَرُهم صفْقةً الذي يُسافرُ إلى خارجِ
المملكةِ لِمَا في تلكَ البِلادِ من الفَسادِ والشرِّ.
وكَوْنُ الإنسانِ يَتنقلُ في العُطلةِ الصَّيفيَّةِ للنُّزهةِ والرَّاحةِ النَّفسيَّةِ معَ تَمسُّكهِ بِدينِه والبُعْدِ عنِ السَّفاهةِ وما لا يَليقُ مُشاهدتُه أو سماعُه، هذا أمْرٌ لا غُبارَ عليه، ولكنَّ الْمُؤْسِفَ في الأمرِ أنَّ بعضَ أصْحابِ المَصائفِ يُحدِثونَ فيها أَشْياءَ لا يُقِرُّها الدِّينُ ولا يَرضَى بها العقلُ السَّليمُ منْ أجْلِ الدِّعايَةِ لِمَصائِفِهم والمُنافسةِ مع المَصائفِ الأخرى، وذلك مثلُ عملِ الاحتفالاتِ الَّتي تَشتملُ على مُنكراتٍ مثلِ الاحتفالاتِ الغنائيَّةِ، وربَّما الاخْتِلاطُ فيها بينَ الرِّجالِ والنِّساءِ وجَلْبِ المُغَنِّيين والمُغنِّياتِ وعمَلِ الألعابِ السِّحريَّةِ التي يُسمُّونها «السِّيرك» والألعابِ البَهْلَوانيَّةِ والسَّهراتِ الَّلاهيةِ، وإضاعةِ بعضِهم للصَّلواتِ واتِّباعِ الشَّهواتِ وغيرِ ذلكَ ممَّا شَكَى منه أَهْلُ الغَيْرةِ والدِّينِ.
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد