×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

لكن أي عملٍ للمرأةِ تريدون أيُّها الكُتَّاب؟

قرأتُ ما كتبَه الكاتبُ نجيب عصام يماني في جريدة الوطن عدد الخميس 10/ 6/ 1427هـ يعقب به - بزعمه - على ما سبق أن كتبته في موضوعِ عملِ المرأة.

هذا الموضوعُ الذي شغلَ كثيرًا من كُتَّاب الصحفِ وأشغلوا به الناس، ولا ندري هل الدافعُ لهم الشفقةُ على المرأة؟ أو لهم هدفٌ آخر؟

وقد عَنْونَ الكاتبُ مقالَه بعُنوانٍ عريضٍ حيث قال: «العملُ فيه كرامةٌ للمرأةِ وصيانةٌ لها عن الحاجةِ والزَّلَل»، ولو أنه قيَّدَ هذا العُنوانَ بالعملِ الذي يليقُ بالمرأةِ ويحفظ كرامتَها لكان لقولِه وجاهة ولم نختلفْ معه فيه، وأكَّد هذا بقولِه في أثناءِ كلامِه لما ذَكَر جملةً من النساءِ الصحابياتِ قال عنهن أنَّهن كُنَّ يعملْنَ في كُلِّ مجالٍ، يُشاركْنَ الرجلَ في كلِّ المِهنِ والأعمالِ بموافقةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومباركتِه لهن.

وأقولُ له: هل هؤلاء الصَّحَابيات كُنَّ يُزاوِلْنَ عملَهن مُتبرِّجاتٍ وغيرَ ملتزماتٍ بالحجاب؟ هل كُنَّ يُسافرْنَ للعملِ بدونِ مَحَارم؟ هل كانت إحداهُنَّ تخلو مع الرجلِ في المكتبِ أو مكانِ العمل؟ هل كُنَّ يقُمْنَ بعملِ الرجالِ ويُقِرُّهنَّ الرسولُ صلى الله عليه وسلم على هذه الأمورِ كما هو صريحُ كلامِك؟ يا رجلُ اتَّقِ اللهَ فإنك مسئول ومحاسَبٌ عمَّا تقولُ وما تكتب، هل كُنَّ هؤلاء الصحابيات يتركْنَ أعمالَ بيوتِهن وتربيةَ أولادِهن لمَا ذكرْت؟ إنَّنا لا نُمانعُ في عملِ المرأةِ الذي لا يتَعَارضُ مع كرامتِها


الشرح